الى خالقي؛ لذا فان لحظة واحدة من الحياة، او آناً من الوقت ضمن هذه الجهة كافٍ جداً، فلا حاجة الى زمان طويل.
ولما كانت هذه الحقيقة قد وضحت بالبراهين في اجزاء رسائل النور، نبيّن خلاصة مختصرة لها في اربع مسائل.
المسألة الاولى:
نظرت الى الحياة من حيث توجّه ماهيتها وحقيقتها الى (الحي القيوم) فرأيت وعلمت:
ان ماهية حياتي هي مخزن مفاتيح كنوز الاسماء الإلهية.. وخريطة مصغرة لنقوشها البديعة.. وفهرس تجلياتها.. ومقياس دقيق وميزان حساس لوزن حقائق الكون الكبرى.. وكلمة حكيمة مكتوبة تَعرف وتُعّرف وتَفهم وتُفهّم الاسماء الجليلة القيمة للحي القيوم. فحقيقة الحياة بهذا النمط تكسب الوفاً من مراتب القيمة والمكانة، بل يجد دوامها ساعة من الزمان اهمية عمر مديد. لذا لاينظر الى طولها وقصرها من حيث علاقتها بالذات الجليلة المنزّهة عن الزمان.
المسألة الثانية:
نظرت الى حقوق الحياة الحقيقية فرأيت:
ان حياتي رسالة ربانية تستقرئ نفسها لأخوتي المخلوقات من ذوات الشعور، وهي موضع مطالعة يعّّرف الخالق الكريم. وهي لوحة اعلان تعلن كمالات خالقي.. وفهمت أن من حقوقها التزّين بشعور تام بما أنعم عليها خالق الحياة - بالحياة - من هدايا قيّمة وخِلعاً نفيسة لعرضها امام نظر السلطان الجليل في العرض اليومي المكرر عرضاً مكللاً بالايمان والشعور والشكر والامتنان.
وكذا من حقوقها ادراك تحيات ذوي الحياة غير المحدودين الذين يصفون بها خالقهم، وفهم هدايا تسبيحاتهم التي يقدّمونها شكراً وحمداً لله، ومشاهدتها والاعلان عنها بالشهادة عليها.