ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 89
(71-109)

علمت بها - بنسبة صغري الى عظم الكون - الصفات الكلية المحيطة لخالقي مِن علم وارادة وسمع وبصر وحياة وقدرة وفهمت بها كذلك شؤونه الجليلة امثال المحبة والغضب والرأفة والشفقة فآمنت بتلك الصفات والشؤون الجليلة وصدّقت بها وشهدت عليها ووجدت منها طريقاً آخر الى معرفة الله.
الوجه الثالث: هو قيام حياتي بوظيفة المرآة للاسماء الإلهية التي تتجلى عليها نقوشها.
نعم! كلما نظرت الى حياتي والى جسمي لمست مئات الانماط من آثار المعجزات والنقوش والابداع فضلاً عن مشاهدتي بأني أُربّى تربية في منتهى الشفقة والرحمة فعرفت بنور الايمان ان الذي خلقني ويديم حياتي هو في منتهى السخاء والرحمة واللطف وفي غاية القدرة والابداع. وعرفت ماذا يعني التسبيح والتقديس والحمد والشكر والتكبير والتعظيم والتوحيد والتهليل وامثالها من وظائف الفطرة وغاية الخلقة ونتائج الحياة.
فعلمت بعلم اليقين سبب كون الحياة ارقى مخلوق في الكون، وسرّ كون كل شئ مسخراً للحياة، وحكمة وجود شوق فطري لدى الجميع نحو الحياة، وأن روح الحياة انما هو الايمان.
المسألة الرابعة:
ترى ما اللذة الحقيقية لحياتي الدنيوية هذه، وماسعادتها؟ راجعت الآية الكريمة ايضاً ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ لأجد الجواب؛ فرأيت وفهمت منها:
ان اصفى لذة وانقى سعادة لحياتي هذه، انما هو في الايمان. اي: الايمان الجازم بأني مخلوق من خلقني ورباني، فأنا مصنوعه وعبده وتحت رعايته وعنايته ومحتاج اليه كل حين، وهو ربي وإلهي وهو الرحيم والرؤوف بي.

لايوجد صوت