وكذا من حقوقها اظهار محاسن ربوبية (الحي القيوم) بلسان الحال والمقال والعبودية له.. وهكذا فلا تتطلب امثال هذه الحقوق الرفيعة للحياة مدة مديدة، فضلاً عن انها ترفع من قيمة الحياة ودرجتها ألف مرة وهي أعلى وأسمى وافضل بمائة مرة من حقوق دنيوية للحياة.
واذ علمت هذا علم اليقين قلت: سبحان الله، ما اعظم الايمان! وما اكثره حيوية، ما دخل في شئ الاّ نفخ فيه الحياة، بل ان شعلة منه تحول مثل هذه الحياة الفانية الى حياة باقية دائمة وتزيل ختم الفناء المضروب عليها.
المسألة الثالثة:
نظرت الى الفوائد المعنوية والوظائف الفطرية لحياتي المتوجهة الى خالقي الكريم. فرأيت: أن حياتي تؤدي وظيفة المرآة لخالق الحياة بثلاثة وجوه:
الوجه الاول: ان حياتي بضعفها وعجزها وفقرها واحتياجها، تؤدي مهمة مرآة عاكسة لقدرة خالق الحياة وقوته وغناه ورحمته. اذ كما تُعلم درجات لذة الطعام بمقدار الجوع، وتُعلم مراتب الضوء بمراتب الظلام، وتُعلم درجات الحرارة بمقياس البرودة. كذلك عرفتُ بالعجز والفقر غير المحدودين الكامنين في حياتي القدرة المطلقة لخالقي ورحمته الواسعة من حيث ازالة حاجاتي التي لاتنتهي ودفع اعدائي الذين لايعدون،. فعلمت وظيفة العبودية وتزودت بالسؤال والدعاء والالتجاء والتذلل.
الوجه الثاني: هو قيام معاني العلم والارادة والسمع والبصر وامثالها من الاوصاف الجزئية في حياتي، قيامها بوظيفة مرآة عاكسة لصفات كلية محيطة وشؤون جليلة لخالقي الكريم.
نعم ! لقد علمت بجزئيات صفات كالعلم والسمع والبصر والكلام والارادة التي تتصف بها حياتي الخاصة وافعالي التي اؤديها بشعور،