الحسن والجمال في الموجودات لأجله.
فان شئت ان تشاهد جلوة من انواع حسن اسماء الجميل ذي الجلال المتجلية على مرايا الموجودات، فانظر بعين خيالية واسعة الى سطح الارض لتراه كحديقة صغيرة امامك واعلم ان الرحمانية والرحيمية والحكيمية والعادلية وامثالها من التعابير، انما هي اشارات الى اسماء الله تعالى والى افعاله والى صفاته والى شؤونه الجليلة.
فانظر الى أرزاق الاحياء - وفي مقدمتها الانسان - انها ترسل بانتظام بديع من وراء ستار الغيب.. فشاهد جمال الرحمانية الإلهية.
وانظر الى اعاشة الصغار جميعها، اعاشة خارقة، يسيل لها كالسلسبيل الطاهر ألذ غذاء واصفاه من اثداء امهاتها المتدلية فوق رؤوسها.. فشاهد الجمال الجاذب، جمال الرحيمية الربانية.
وانظر الى الكائنات كلها بانواعها جميعها كيف جعلتها الحكمة الإلهية ككتاب كبير، كتاب حكمة بليغة بحيث ان في كل حرف منه مائة كلمة، وفي كل كلمة مئات الأسطر وفي كل سطر الف باب وباب وفي كل باب الوف الكتب الصغيرة.. فشاهد الجمال بلا نظير، جمال الحكيمية الإلهية.
وانظر الى الكون اجمع، لقد ضم العدل الإلهي جميع موجوداته تحت جناح ميزانه ويديم موازنة الاجرام العلوية والسفلية، ويعطيها التناسب والتلاؤم الذي هو أهم اساس للجمال، ويجعل كل شئ في افضل وضع واجمله، ويعطي كل ذي حياة حق الحياة، فيحق الحق ويحدّ من تجاوز المعتدين ويعاقبهم.. فشاهد الجمال الباهر جمال هذه العادلية الإلهية.
وانظر الى الانسان، لقد كتب الحفيظ تأريخ حياته السابقة في قوة حافظته وذاكرته التي لاتتجاوز حبة حنطة، وادرج تاريخ الحياة التالية لكل نبات وشجر في بذيراته ونوياته واعطى كل ذي حياة ما يعينه على حفظ حياته من آلات واجهزة فانظر مثلاً: الى جناح النحل وابرة لسعها، والى رماح الازهار المشوكة الدقيقة، والى القشور