الصلبة للبذور. فشاهد الجمال اللطيف، جمال الحافظية في جمال الحفيظية الربانية.
وانظر الى مضايف الرحمن الرحيم الكريم المنصوبة على سفرة الارض كلها.
وانظر الى مافي هذه الاطعمة غير المحدودة من روائح طيبة متنوعة، والوان جميلة متباينة ومذاقات لذيذة مختلفة، ثم أنعم النظر في اجهزة كل ذي حياة كيف أنها تتلائم مع اذواق حياته ولذائذها.. فشاهد الجمال الحلو الذي لا جمال فوقه جمال الاكرام، والكريمية الربانية.
وانظر الى صور الحيوانات ولاسيما الانسان، تلك الصور البديعة الحكيمة، التي تتفتح من نطف جميع الحيوانات بتجليات إسمَي (الفتاح والمصوّر) وتأمل في الوجوه الملاح لازاهير الربيع وهي في غاية الجاذبة المتفتحة من بذيرات متناهية في الصغر.. فشاهد الجمال المعجز، جمال الفتاحية والمصورية الإلهية.
وهكذا على غرار هذه الامثلة المذكورة؛ فإن لكل اسم من الاسماء الحسنى جمالاً خاصاً به، جمالاً مقدساً منزّهاً، بحيث أن جلوة من جلواته تجمّل عالماً ضخماً بكامله، وتلقي الحسن والبهاء على نوع لايحد.
فكما تشاهد تجلي جمال اسمٍ من الاسماء في زهرة واحدة، فالربيع كذلك زهرة والجنة كذلك زهرة لايراها النظر.
فان كنت تستطيع أن تنظر الى الربيع، كل الربيع، وترى الجنة بعين الايمان، فانظر وشاهد لتدرك مدى عظمة الجمال السرمدي.
فان قابلت ذلك الجمال الباهر بجمال الايمان وبجمال العبودية تكن أحسن مخلوق وفي احسن تقويم ولكن ان قابلت ذلك الجمال بقبح الضلالة غير المحدود، وقبح العصيان البغيض، تكن اقبح مخلوق واردأه، وابغض مخلوق معنىً لدى جميع الموجودات الجميلة.