اللمعات | اللمعة الثانية | 16
(7-17)

حبةَ الرمل الضئيلة؟
انما الشكوى بلاءٌ في بلاء.
وأثام في أثام وعناء!
أنت ان تَبْسَم وفي وجه البلاء.
عادت الأرزاء تذوي وتذوب.
تحت شمس الحق حباتِ بَرَد!
فاذا دنياك بَسمة،
بسمةٌ من ثغرها ينسابُ ينبوعُ اليقين.
بسمةٌ نشوى باشراق اليقين.
بسمةٌ حيرى باسرار اليقين.
نعم..! ان الانسان مثلما يخفف حدَّة خصمه باستقباله بالبشر والابتسامة، فتتضاءل سَورة العداوة وتنطفىء نار الخصومة، بل قد تنقلب صداقةً ومصالحة، كذلك الامر في استقبال البلاء بالتوكل على القدير يذهبُ أثره.
المسألة الثالثة:
أن لكل زمان حُكمه، وقد غيّر البلاء شكله في زمن الغفلة هذا، فلا يكون البلاء بلاء عند البعض دوماً، بل إحساناً إلهياً ولطفاً منه سبحانه. وارى المبتلين بالضر في هذا الوقت محظوظين سعداء بشرط ألا يمس دينهم، فلا يولد المرض والبلاء عندي ما يجعلهما مضرين في نظري حتى أعاديهما، ولا يورثانني الاشفاق والتألم على صاحبهما، ذلك ما أتاني شاب مريض الاّ وأراه أكثر ارتباطاً من أمثاله بالدين، وأكثر تعلقاً منهم بالآخرة.. فأفهم من هذا أن المرض بحق هؤلاء ليس بلاء، بل هو نعمة من نعمه سبحانه التي لاتعد ولاتحصى، حيث أن ذلك المرض يمد صاحبه بمنافع غزيرة من حيث حياته الاُخروية ويكون له ضرباً من العبادة، مع أنه يمس حياته الدنيا الفانية الزائلة بشيء من المشقة.

لايوجد صوت