اللمعات | اللمعة الثانية | 15
(7-17)

الواسعة.. فمن ينقد القدر يصرعه ومن يتهم الرحمة يحرم منها. اذ كما ان استعمال اليد المكسورة للثأر يزيدها كسراً، فان مقابلة المبتلي مصيبته بالشكوى والتضجر والاعتراض والقلق تضاعف البلاء.

المسألة الثانية:
كلما استعظمت المصائب المادية عظُمت، وكلما استصغرتَها صغرت. فمثلاً:
كلما اهتم الانسان بما يتراءى له من وهم ليلاً يضخم ذلك في نظره، بينما اذا أهمله يتلاشى. وكلما تعرض الانسان لوكر الزنابير ازداد هجومها واذا أهملها تفرقت.
فالمصائب المادية كذلك كلما تعاظمها الانسان واهتم بها وقلق عليها تسربت من الجسد نافذة في القلب ومستقرة فيه، وعندها تتنامى مصيبة معنوية في القلب وتكون ركيزة للمادية منها فتستمر الاخيرة وتطول. ولكن متى ما أزال الانسان القلق والوهم من جذوره بالرضا بقضاء الله، وبالتوكل على رحمته تضمحل المصيبة المادية تدريجياً وتذهب، كالشجرة التي تموت وتجف أوراقها بانقطاع جذورها.
ولقد عبرتُ عن هذه الحقيقة يوماً بما يأتي:(1)
ومن الشكوى بلاءٌ.
أنت يا مسكينُ دعها وتوكلْ.
أنت ان تسلم الى الوهاب نجواك وجدتْ.
فاذا الكلُّ عطاء.
واذا الكلُّ صفاء.
فبغير الله: دنياك متاهات وخوف!
أفيشكو مَن على كاهلة يحمل كلّ الراسيات
---------------

(1) جاءت ترجمة هذه الفقرة بشيء من التصرف واصلها في (المكتوب السادس). – المترجم.

لايوجد صوت