اللمعات | اللمعة الثانية | 9
(7-17)

في عدم وجودها، فيتولد لديه جرأة لإنكار جهنم من أمارة بسيطة أو شبهة تافهة.
ومثلاً: إن الذي لايقيم الفرائض ولا يؤدي وظيفة العبودية حق الاداء وهو يتألم من توبيخ آمره البسيط لتقاعسه عن واجب بسيط، فان تكاسله عن أداء الفرائض أزاء الاوامر المكررة الصادرة من الله العظيم، يورثه ضيقاً شديداً وظلمة قاتمة في روحه، ويسوقه هذا الضيق الى الرغبة في ان يتفوه ويقول ضمناً: (ليته لم يأمر بتلك العبادة!) وتثير هذه الرغبة فيه الانكار، الذي يشم منه عداءً معنوباً تجاه الوهيته سبحانه، فاذا ما وردت شبهةٌ تافهة الى القلب حول وجوده سبحانه، فانه يميل اليها كأنها دليل قاطع. فينفتح أمامه باب عظيم للهلاك والخسران المبين، ولكن لايدرك هذا الشقي أنه قد جعل نفسه – بهذا الانكار – هدفاً لضيق معنوي ارهب وأفظع بملايين المرات من ذلك الضيق الجزئي الذي كان يشعر به من تكاسله في العبادة، كمن يفرّ من لسع البعوض الى عض الحية!!
فليُفهم في ضوء هذه الامثلة الثلاثة سرّ الآية الكريمة: ﴿كلاّ بل رانَ على قلوبهم ما كانوا يَكسبون﴾ (المطففين:14)
النكتة الثانية:
مثلما وضّح في (الكلمة السادسة والعشرين) الخاصة بالقدر: أن الانسان ليس له حق الشكوى من البلاء والمرض بثلاثة وجوه:
 الوجه الاول:
ان الله سبحانه يجعل ما ألبسه الانسان من لباس الوجود دليلا على صنعته المبدعة، حيث خلقه على صورة نموذج (موديل) يفصّل عليه لباس الوجود، يبدله ويقصه ويغيره مبيناً بهذا التصرف تجليات مختلفة لاسمائه الحسنى. فمثلما يستدعي اسم (الشافي) المرض، فان اسم (الرزاق) ايضاً يقتضي الجوع. وهكذا فهو سبحانه مالك الملك يتصرف في ملكه كيف يشاء.
 الوجه الثاني:

لايوجد صوت