اللمعات | اللمعة الثالثة | 25
(18-25)

ما يراه الانسان من رؤيا في المنام، اذ قد يرى رؤيا لا تستغرق دقيقة واحد، بينما يقضي فيها من الاحوال ويتكلم من الكلام ويستمتع من اللذائذ ويتألم من العذاب ما يحتاج الى يوم كامل في اليقظة وربما الى ايام عدة.

حاصل الكلام:
مع ان الانسان فان الاّ أنه مخلوق للبقاء. خَلَقه الباري الكريم بمثابة مرآة عاكسة لتجلياته الباقية، وكلفه بالقيام بمهمات تثمر ثمارا باقيةً، وصوّره على أحسن صورة حتى اصبحت صورته مدار نقوش تجليات اسمائه الحسنى الباقية، لذا فسعادة هذا الانسان ووظيفته الاساس انما هي: التوجه الى ذلك الباقي بكامل جهوده وجوارحه وبجميع استعداداته الفطرية، سائراً قُدماً في سبيل مرضاته، متمسكا بأسمائه الحسنى، مردداً بجميع لطائفه – من قلب وروح وعقل – ما يردده لسانه: ياباقي انت الباقي:
هو الباقي، هو الازلي الأبدي، هو السرمدي، هو الدائم، هو المطلوب، هو المحبوب، هو المقصود، هو المعبود.
﴿سُبحانَكَ لاَ عِلم لَنَا إِلاّ ما عَلمتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليم الحكيم﴾(البقرة:32)
﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَو أَخطَأنَا﴾(البقرة:286).

--------------------

فهاتان الآيتان الكريمتان تدلان على (طي الزمان) كما ان الآية الآتية تدل على (بسط الزمان):
﴿وانّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون﴾(الحج:47). المؤلف.

لايوجد صوت