اعملوا لله، التقوا لوجه الله، اسعوا لأجل الله. ولتكن حركاتكم كلها ضمن مرضاة الله (لله، لوجه الله، لاجل الله) وعندها ترون ان دقائق عمركم القصير قد اصبحت بحكم سنين عدة.
تشير الى هذه الحقيقة (ليلة القدر) فمع انها ليلة واحدة إلاّ انها خير من الف شهر – بنص القرآن الكريم – أي في حكم ثمانين ونيف من السنين.
وهناك اشارة أخرى الى الحقيقة نفسها، وهي القاعدة المقررة لدى اهل الولاية والحقيقة، تلك هي: (بسط الزمان) الذي يثبته ويظهره فعلا المعراج النبوي، فقد انبسطت فيه دقائق معدودة الى سنين عدة، فكانت لساعات المعراج من السعة والاحاطة والطول ما لألوف السنين، اذ دخل y بالمعراج الى عالم البقاء، فدقائق معدودة من عالم البقاء تضم ألوفا من سنين هذه الدنيا.
ومما يثبت حقيقة (بسط الزمان) هذا ما وقع من حوادث غزيرة للاولياء الصالحين، فقد كان بعضهم يؤدي في دقيقة واحدة ما ينجز من الاعمال في يوم كامل. وبعضهم انجزوا في ساعة واحدة من المهمات ما ينجز في سنة كاملة وبعضهم ختموا القرآن في دقيقة.
وهكذا فهذه الروايات عنهم وامثالها لاترقى اليها الشبهات لأن الرواة صادقون صالحون يترفعون عن الكذب، فضلا عن أن الحوادث متواترة وكثيرة جدا ويروونها رواية شهود. فلاشك فيها. فبسط الزمان حقيقة ثابتة(1). وهناك نوع منه يصدّقه كل الناس، وهو
---------------
(1) قال تعالى: ﴿قال قائلٌ مِنهم كمْ لَبِثتم قالوا لبِثنا يوماً أو بعضَ يوم﴾ (الكهف:19)
﴿ولبِثوا في كَهفهم ثلـٰث مائةٍ سنين وازدادوا تسعا﴾ (الكهف:25)