اللمعات | اللمعة الرابعة | 37
(26-39)

هذا البطل المقدام الخوف، ويقولون: (لولم يكن سيدنا علي رضي الله عنه يرى الحق في الخلفاء الراشدين لما كان يعطيهم الولاء لدقيقة واحدة وما كان ينقاد لحكمهم أصلاً).
بمعنى: انه رضي الله عنه قد عرف انهم على حق واقرّ بفضلهم فبذل شجاعته الفائقة في سبيل محبة الحق.
محصل مما سبق:
انه لاخير في الافراط والتفريط في كل شيء. وان الاستقامة هي الحد الوسط الذي اختاره اهل السنة والجماعة، ولكن مع الاسف كما تستر بعض أفكار الخوارج والوهابية بستار اهل السنة والجماعة فان قسماً من المفتونين بالسياسة والملحدين ينتقدون سيدنا علياً رضي الله عنه ويقولون: (انه لم يوفق كاملاً في ادارة دفة الخلافة لجهله حاشاه – بالسياسة فلم يقدر على ادارة الأمة في زمانه). فازاء هذا الاتهام الباطل من هؤلاء اتخذ الشيعة طور الغيظ والاستياء من اهل السنة. والحال ان دساتير اهل السنة واسس مذهبهم لاتستلزم هذه الافكار بل تثبت عكسها. لذا لا يمكن إدانة أهل السنة بافكار ترد من الخوارج ومن الملحدين قطعاً، بل ان أهل السنة هم أكثر ولاءً وحباً من الشيعة لسيدنا علي رضي الله عنه. فهم في جميع خطبهم ودعواتهم يذكرون سيدنا علياً بما يستحقه من الثناء وعلو الشأن ولاسيما الاولياء والاصفياء الذين هم باكثريتهم المطلقة على مذهب أهل السنة والجماعة، فهم يتخذونه مرشدهم وسيدهم. فما ينبغي للشيعة ان يجابهوا اهل السنة بالعداء تاركين الخوارج والملحدين الذين هم اعداء الشيعة وأهل السنة معاً. حتى يترك قسم من الشيعة السنة النبوية عناداً لأهل السنة!.
وعلى كل حال فقد أسهبنا في هذه المسألة حيث انها قد بحثت كثيراً بين العلماء.
فيا اهل الحق الذين هم اهل السنة والجماعة!
ويا ايها الشيعة الذين اتخذتم محبة اهل البيت مسلكاً لكم!

لايوجد صوت