ارطال من الذهب، واعطى لآخر خمسة ارطال من الفضة وخمسة ارطال من الذهب، واعطى لآخر ثلاثة ارطال من الفضة وخمسة ارطال من الذهب، فلاشك ان الاخيرين رغم انهما قد قبضا أقل من الأول كمية الاّ انهما قبضا أعلى منه نوعيةً.
وهكذا في ضوء هذا المثال، ان الزيادة القليلة في حصة الشيخين من ذهب حقيقة الأقربية الإلهية المتجلية من وراثة النبوة وتأسيس احكام الرسالة ترجح على الكثير من الفضائل الشخصية وجواهر الولاية والقرب الإلهي لسيدنا علي رضي الله عنه. فينبغي في الموازنة النظر من هذه الزاوية وأخذها بنظر الاعتبار، والاّ تتغير صورة الحقيقة ان كانت الموازنة تعقد مع الشجاعة والعلم الشخصي وجانب الولاية.
ثم ان سيدنا علياً رضي الله عنه لا يباريه احد من جانب كونه الممثل في ذاته الشخص المعنوي لآل البيت، والذي تجلى في هذه الشخصية المعنوية من حيث الوراثة النبوية المطلقة. وذلك لأن السر العظيم للرسول الاعظم y في هذا الجانب.
أما شيعة الخلافة فلا حق لهم غير الخجل أمام أهل السنة والجماعة. لأن هؤلاء يُنقصون من شأن سيدنا علي رضي الله عنه في دعواهم الحبَّ المفرط له بل يفضي مذهبهم الى وصمه بسوء الخلق – حاشاه – حيث يقولون: (ان سيدنا علياً رضي الله عنه قد ماشى سيدنا الصديق والفاروق رضي الله عنهما مع انهما غير محقين واتقى منهما تقاةً)، وباصطلاح الشيعة انه عمل بالتقية. بمعنى انه كان يخافهما وكان يرائيهما في اعماله! ان وصف مثل هذا البطل الإسلامي العظيم الذي نال اسم: (اسد الله) واصبح قائداً لدى الصديقين ووزيراً لهما.. اقول ان وصفه بانه كان يرائي ويخاف ويتصنع بالحب لمن لا يحبهم حقاً، واتباعه لغير المحقين اكثر من عشرين عاماً ومسايرتهما تحت سطوة الخوف، ليس من المحبة في شيء. وسيدنا علي رضي الله عنه يتبرأ من مثل هذه المحبة.
وهكذا فان مذهب أهل الحق لا ينقص من شأن سيدنا علي رضي الله عنه بأية جهة كانت ولا يتهمه في اخلاقه قطعاً ولا يسند الى مثل