اللمعات | اللمعة الرابعة | 33
(26-39)

اما سبب كثرة انتشار الاحاديث بحق شخصية سيدنا علي رضي الله عنه والثناء عليه أكثر من سائر الخلفاء الراشدين فهو: ان أهل السنة والجماعة وهم أهل الحق، قد نشروا الروايات الواردة بحق سيدنا علي رضي الله عنه تجاه هجوم الأمويين والخوارج عليه وتنقيصهم من شأنه ظلماً. بينما الخلفاء الراشدون الآخرون لم يكونوا عرضة الى هذه الدرجة من النقد والجرح، لذا لم يروا داعياً لنشر الاحاديث الذاكرة لفضائلهم.
ثم انه y قد رأى بنظر النبوة ان سيدنا علياً رضي الله عنه سيتعرض الى حوادث أليمة وفتن داخلية، فسلاّه، وأرشد الأمة باحاديث شريفة من امثال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)(3) ، وذلك لينقذ سيدنا علياً من اليأس وينجي الأمة من سوء الظن به.
ان المحبة المفرطة التي يوليها شيعة الولاية لسيدنا علي رضي الله عنه وتفضيلهم له من جهة الطريقة لا يجعلهم مسؤولين بمثل مسؤولية شيعة الخلافة، لأن اهل الولاية ينظرون نظر المحبة الى مرشديهم حسب مسلكهم. ومن شأن المحب؛ الغلو والافراط والرغبة في أن يرى محبوبه أعلى من مقامه. فهم يرون الأمر هكذا فعلاً.
فأهل الأحوال القلبية يمكن ان يعذروا اثناء غليان المحبة لديهم وغلبتها عليهم، ولكن بشرط الاّ يتعدى تفضيلهم الناشىء من المحبة الى ذم الخلفاء الراشدين وعداوتهم، وألاّ يخرج عن نطاق الاصول الإسلامية.
-------------------

(3) حديث صحيح: اخرجه احمد 4/368و 370و 382 والترمذي برقم 3797 واحمد في فضائل الصحابة برقم 959و 1007و 1021و 1048و 1167و 1206 وللحديث شواهد عن عشرة من الصحابة رضي الله عنهم انظر تفصيل ذلك في الاحاديث الصحيحة برقم 1750 وقال ابن حجر وهذا حديث كثير الطرق جدا استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان انظر الفيض 6/218، ومع كون الحديث يبلغ حدّ التواتر فقد ضعفه ابن حزم وابن تيميه رحمهما الله تعالى.

لايوجد صوت