اللمعات | اللمعة الرابعة | 32
(26-39)

فضلاً عن ذلك فقد التحقت شيعة الولاية بشيعة الخلافة. أي ان قسماً من الاولياء في الطرق الصوفية يرون ان سيدنا علياً رضي الله عنه هو الافضل، فيصدقّون دعوى شيعة الخلافة الذين هم بجانب السياسة.
الجواب: انه ينبغي النظر الى سيدنا علي رضي الله عنه من زاويتين او من جهتين:
الجهة الاولى: النظر اليه من زاوية فضائله الشخصية ومقامه الشخصي الرفيع.
الجهة الثانية: هي من زاوية تمثيله الشخص المعنوي لآل البيت. والشخص المعنوي لآل البيت يعكس نوعاً من ماهية الرسول الكريم y.
فباعتبار الجهة الاولى: ان جميع اهل الحقيقة وفي مقدمتهم سيدنا علي يقدمّون سيدنا ابا بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد رأوا مقامهما اكثر رفعة في خدمة الإسلام والقرب الإلهي.
ومن حيث الجهة الثانية أي كون سيدنا علي رضي الله عنه ممثلاً عن الشخص المعنوي لآل البيت(1). فالشخص المعنوي لآل البيت من حيث كونه ممثلاً للحقيقة المحمدية، لا يرقى اليه شيء بالموازنة. وكثرة الاحاديث النبوية الواردة في الثناء على سيدنا علي رضي الله عنه وبيان فضائله هي لأجل هذه الجهة الثانية، ومما يؤيد هذه الحقيقة رواية صحيحة بهذا المعنى: ( ان نسل كل نبي منه، وانا نسلي من علي)(2).
-------------

(1) ذكر ابن الجوزي في كتاب مناقب الامام احمد بن حنبل ص 163 حول التفضيل ما يأتي:
قال عبدالله بن احمد بن حنبل: حدث ابي بحديث سفينة، فقلت يا أبتي ما تقول في التفضيل؟ قال: في الخلافة ابو بكر وعمر وعثمان. فقلت: فعلي بن ابي طالب؟ قال: يابني علي بن ابي طالب من اهل البيت لا يقاس بهم أحد. – المترجم.
(2) والحديث نصّه: ان الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن ابي طالب (اخرجه الطبراني برقم 2630 عن جابر رضي الله عنه، وفي سنده يحيى بن العلاء كذاب. وساق الذهبي هذا الحديث في ترجمته (الميزان 4/398) وقال الهيثمي في المجمع (10/333) فيه يحيى بن العلاء وهو متروك. والحديث اخرجه الخطيب في التاريخ من حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه المرزبان قال ابن الكاتب كذاب ومن فوقه الى المنصور ما بين مجهول وغير موثوق به أهـ، وفي الميزان (2/586) قال الذهبي في ترجمته عبدالرحمن بن محمد الحاسب: لاُيدرى من ذا، وخبره كذب روى الخطيب.. الخ، ثم ساق الحديث. وانظر فيض القدير 2/223-224 وضعيف الجامع الصغير برقم 1589

لايوجد صوت