اللمعات | اللمعة الرابعة | 35
(26-39)

فان قالت شيعة الولاية: انه بعد قبول فضائل خارقة لسيدنا علي رضي الله عنه لا يمكن قبول تفضيل سيدنا الصديق رضي الله عنه عليه.
الجواب: اذا ما وضع في كفة الميزان الفضائل الشخصية لسيدنا ابي بكر رضي الله عنه أو فضائل سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، وما قام كل منهما من خدمات جليلة من حيث وراثة النبوة زمن خلافتهما، ووضع في الكفة الاخرى المزايا الخارقة لسيدنا علي رضي الله عنه ومجاهدات الخلافة في زمانه وما اضطر اليه من معارك داخلية دامية أليمة وما تعرض له بهذا من سوء الظن، فلا ريب ان كفة سيدنا الصديق رضي الله عنه او كفة سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه أو كفة سيدنا ذي النورين رضي الله عنه هي التي تكون راجحة. وهذا الرجحان هو الذي شاهده اهل السنة والجماعة، وبنوا تفضيلهم عليه.
ثم ان رتبة النبوة اسمى وارفع بكثير من درجة الولاية بحيث ان جلوة بوزن درهم من النبوة تفضل رطلاً من جلوة الولاية، كما اثبتناه في (الكلمة الثانية عشرة والكلمة الرابعة والعشرين) من الكلمات، فمن زاوية النظر هذه؛ فإن حصة كل من الصديق والفاروق رضي الله عنهما من حيث وراثة النبوة وتأسيس احكام الرسالة قد زيدت من الجانب الإلهي، فالتوفيق الذي حالفهما في زمن خلافتهما قد صار دليلاً لدى اهل السنة والجماعة. وحيث ان فضائل سيدنا علي الشخصية لاتُسقط من حكم تلك الحصة الزائدة الكثيرة الآتية من وراثة النبوة، فقد اصبح سيدنا علي رضي الله عنه شيخ القضاة للشيخين المكرمين زمن خلافتهما، وكان في طاعتهما.
ان أهل الحق، اهل السنة والجماعة الذين يحبون سيدنا علياً رضي الله عنه ويوقّرونه، كيف لا يحبون مَن كان سيدنا علي رضي الله عنه نفسه يحبهما ويجلهما؟
لنوضح هذه الحقيقة بمثال: رجل ثري جداً وزع ميراثه وامواله الطائلة على اولاده. فأعطى لاحدهم عشرين رطلاً من الفضة واربعة

لايوجد صوت