اللمعات | اللمعة الرابعة | 29
(26-39)

النوراني والبصيرة النافذة للمستقبل، لاريب أنه قد رأى الاقطاب العظام وأئمة ورثة النبوة والمهديين المتسلسلين وراء الحسن والحسين، فقبّل رأسيهما باسم اولئك جميعاً.
نعم، ان في تقبيله y رأسَ الحسن رضي الله عنه حصةً عظيمة للشيخ الكيلاني.
 النكتة الثالثة:
ان معنى قوله تعالى ﴿الاّ الموّدَة في القُربى﴾(الشورى:23) – على قول – هو: أن الرسول الاكرم y لدى قيامه بمهمة الرسالة لا يسأل أجراً من أحد، الاّ محبةَ آل بيته فحسب.
واذا قيل:
إن أجراً من حيث قرابة النسل قد أُخذ بنظر الاعتبار حسب هذا المعنى بينما الآية الكريمة: ﴿ان أكرمكُم عند الله اتقاكم﴾(الحجرات:13) تدل على ان وظيفة الرسالة تستمر من حيث التقرب الى الله بالتقوى لا من حيث قرابة النسل.
الجواب: ان الرسول y قد شاهد بنظر النبوة الأنيس بالغيب: أن آل بيته سيكونون بمثابة شجرة نورانية عظيمة تمتد اغصانُها وفروعها في العالم الإسلامي، فالذين يرشدون مختلف طبقات العالم الإسلامي الى الهدى والخير، ويكونون نماذج شاخصة للكمالات الانسانية جمعاء، سيظهرون باكثريتهم المطلقة من آل البيت.
وقد كشف عن قبول دعاء امته بحق آل البيت الوارد في التشهد وهو (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين، انك حميد مجيد). أي: كما ان معظم المرشدين الهادين النورانيين من ملة ابراهيم –عليه السلام – هم أنبياء من نسله وآله، كذلك رأى y ان اقطاب آل بيته يكونون كأنبياء بني اسرائيل في الامة المحمدية يؤدون وظيفة خدمة الإسلام العظيمة في شتى طرقها ومسالكها. ولاجل هذا؛ اُمر y ان يقول: ﴿قُل لااسئلكم عليه أجراً الاّ الموّدَة في القُربى﴾(الشورى:23) وطلب مودّة أمته لآل بيته. والذي يؤيد

لايوجد صوت