اللمعات | اللمعة الرابعة | 31
(26-39)

 النكة الرابعة:
لمناسبة النكتة الثالثة نشير اشارة قصيرة الى مسألة ضُخمت الى درجة كبيرة بحيث دخلت كتب العقائد وتسلسلت مع أسس الإيمان، تلك هي مسألة النزاع بين أهل السنة والشيعة. والمسألة هي:
ان أهل السنة والجماعة يقولون: (ان سيدنا علياً رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين، وان ابا بكر الصديق رضي الله عنه هو أفضل منه وأحق بالخلافة، فتسلم الخلافة اولاً).
والشيعة يقولون: (ان حق الخلافة كان لعلي رضي الله عنه الاّ أنه ظُلم، وعلي رضي الله عنه أفضل من الكل).
وخلاصة ما يوردونه من أدلة لدعواهم هي انهم يقولون: ان ورود أحاديث شريفة كثيرة في فضائل سيدنا علي رضي الله عنه، وكونه مرجعاً للاكثرية المطلقة من الاولياء والطرق الصوفية، حتى لُقّب بسلطان الاولياء، مع ما يتصف به من صفات فائقة في العلم والشجاعة والعبادة، فضلاً عن العلاقة القوية التي يظهرها الرسول y به وبآل البيت الذين يأتون من نسله.. كل ذلك يدلّ على أنه الافضل. فالخلافة كانت من حقه ولكن اُغتصبت منه.
الجواب: ان إقرار سيدنا علي نفسه مراراً وتكراراً، واتباعه الخلفاء الثلاثة وتوليه وظيفة (شيخ القضاة) وكونه من اهل الحل والعقد طوال عشرين سنة وأكثر.. كل ذلك يجرح دعوى الشيعة.
ثم ان الفتوحات الإسلامية وجهاد الاعداء زمن الخلفاء الثلاثة، بخلاف ما حدث زمن خلافة علي رضي الله عنه من حوادث وفتن، تجرح ايضاً دعوى الشيعة من جهة الخلافة.
أي ان دعوى أهل السنة والجماعة حق.
فان قيل:
ان الشيعة قسمان: أحدهما: شيعة الولاية. والآخر: شيعة الخلافة.
فليكن هذا القسم الثاني غير محق باختلاط السياسة والاغراض في دعاواهم، ولكن لااغراض ولا اطماع سياسية في القسم الاول.

لايوجد صوت