اللمعات | اللمعة الحادية عشرة | 103
(85-104)

ووصفه الصحب الكرام كما وصفته الصحابية الجليلة الصديقة عائشة رضي الله عنها قائلة: (كان خُلُقُهُ القرآن)(1). أي: (ان محمدا y هو المثال النموذج لما بينه القرآن الكريم من محاسن الاخلاق، وهو افضل من تمثلت فيه تلك المحاسن، بل انه خلق فطرة على تلك المحاسن). ففي الوقت الذي ينبغي ان يكون كل من افعال هذا النبي العظيم y واقواله واحواله، وكل من حركاته نموذج اقتداء للبشرية، فما اتعس اولئك المؤمنين من امته الذين غفلوا عن سنته y ممن لا يبالون بها او يريدون تغييرها فما اتعسهم وما اشقاهم!
 المسأله الثالثة:
لما كان الرسول y قد خلق في افضل وضع وأعدله وفي اكمل صورة واتمها، فحركاته وسكناته قد سارت على وفق الاعتدال والاستقامة، وسيرته الشريفة تبين هذا بياناً قاطعاً بوضوح تام، بأنه قد مضى وفق الاعتدال والاستقامة في كل حركة من حركاته متجنباً الافراط والتفريط.
نعم لما كان الرسول y قد امتثل امتثالا كاملا قوله تعالى ﴿فاستقم كما اُمرت﴾ (هود:112) فالاستقامة تظهر في جميع افعاله واقواله واحواله ظهوراً لا لبس فيه.
فمثلا: ان قواه العقلية قد سارت دائماً ضمن الحكمة التي هي محور الاستقامة والحد الوسط، مبرأة عما يفسدها ويكبتها من افراط وتفريط أي الغباء والخب.
------------------

(1) جزء من حديث عائشة رضي الله عنها. اخرجه مسلم 746 واحمد 6/54، 91، 163 وابو داود 1342 والنسائي 3/199-200 والدارمي.

لايوجد صوت