وان قواه الغضبية قد سارت دائماً ضمن الشجاعة السامية التي هي محور الاستقامة والحد الوسط، منزهة عما يفسدها من افراط وتفريط أي الجبن والتهور.
وان قوته الشهوية قد اتخذت محور الاستقامة دائماً وهي العفة واستقامت عليها باسمى درجات العصمة، فصفت من فساد تلك القوة من افراط وتفريط أي الخمود والفجور.
وهكذا فانه y قد اختار حد الاستقامة في جميع سننه الشريفة الطاهرة وفي جميع احواله الفطرية وفي جميع احكامه الشرعية، وتجنب كليا من الظلم والظلمات أي الافراط والتفريط، والاسراف والتبذير، حتى انه قد اتخذ الاقتصاد له دليلا متجنبا الاسراف نهائيا، في كلامه وفي اكله وفي شربه.
وقد ألفت في تفصيل هذه الحقائق آلاف المجلدات، الا اننا اكتفينا بهذه القطرة من البحر، اذ (العارف تكفيه الاشارة).
اللهم صل على جامع مكارم الاخلاق ومظهر سر﴿وإنكَ لَعلَى خُلُقٍ عَظيم﴾(القلم:4) الذي قال: (من تمسك بسنتي عند فساد امتي فله اجر مائة شهيد).
﴿وقَالُوا الحمدُ لله الذي هَدينا لهذا وما كُنا لنهتَدي لولا أنْ هدينا الله لقد جَاءتْ رُسُل ربنا بالحقَ ﴾
﴿سُبحانَكَ لاَ عِلم لَنَا إِلاّ ما عَلمتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليم الحكيم﴾