اللمعات | اللمعة الثانية عشرة | 106
(105-118)

النظر عن جزئية السؤال، وانت بدورك تأخذ حصتك منه ازاء سؤاليك الجزئيين.
النكتة الاولى:
وهي عبارة عن نقطتين:
 النقطة الاولى:
قال تعالى: ﴿وكأيّن دابّة لا تحملُ رزقَها الله يرزُقها واياكم﴾(العنكبوت:60)
﴿ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾(الذاريات:58)
بدلالة هاتين الآيتين الكريمتين، الرزق بيد القدير الجليل وحده، ويخرج من خزينة رحمته دون وساطة. فرزق كل ذي حياة بعهدة ربه، فيلزم الاّ يموت أحد جوعاً. ولكن يبدو ان الذين يموتون جوعاً، أو من فقدان الرزق كثيرون. ان حل هذا السر وكشف هذه الحقيقة هو:
ان التعهد الرباني بالرزق وتكفله له بنفسه حقيقة ثابتة. فلا أحد يموت من عدم الرزق، لان الرزق الذي يرسله الحكيم ذو الجلال الى جسم الكائن الحي يدّخر قسمٌ منه احتياطاً على هيئة شحوم ودهون داخلية. بل يدّخر قسم من الرزق المرسل في زوايا حجيرات الجسم كي يصرف منه واجبات الجسم عند عدم مجيء الرزق من الخارج.
فالذين يموتون اذاً، انما يموتون قبل نفاذ هذا الرزق الاحتياطي المدخر، أي أن ذلك الموت لا ينجم من عدم وجود الرزق، وانما من مرضٍ ناشيءٍ من ترك عادة سيئة من سوء الاختيار.
نعم! ان الرزق الفطري المدخر بصورة شحوم في جسم الكائن الحي، انما يدوم ويستمر بمعدل اربعين يوماً كاملاً. بل قد يستمر ضعف ذلك، إثر مرض أو استغراق روحاني. حتى كتبت الصحف – قبل تسع

لايوجد صوت