اللمعات | اللمعة الثانية عشرة | 109
(105-118)

من قبيل الكرامة. وهناك احتمال ان حالته الاستغراقية كانت غير محتاجة الى طعام، لذا اصبحت بالنسبة اليه في حكم العادة.
وقد رويت حوادث كثيرة موثوقةً من هذا النوع من الاعمال الخارقة عن اولياء كثيرين من امثال السيد احمد البدوي (قدس سره).
فان كان الرزق المدّخر يدوم اكثر من اربعين يوماً – كما اثبتنا في النقطة الاولى – وان الانقطاع عن الطعام طوال تلك الفترة من الامور الممكنة عادةً، وانه قد رويت تلك الحالات روايات موثوقة من اشخاص افذاذ، فلابد الاّ تُنكر قطعاً.
السؤال الثاني:
لمناسبة هذا السؤال نبين مسألتين مهمتين.
لما عجز اصحاب علوم الجغرافيا والفلك بقوانينها القاصرة ودساتيرها الضيقة وموازينها الصغيرة ان يرقوا الى سموات القرآن وان يكشفوا عن الطبقات السبع لمعاني نجوم آياته الجليلة، بدأوا يحاولون الاعتراض على الآية الكريمة وانكارها بحماقة وبلاهة.
 المسألة المهمة الاولى:
تخص كون الارض ذات سبع طبقات كالسموات.
هذه المسألة تبدو لفلاسفة العصر الحديث غير ذات حقيقة، لا تقبلها علومهم التي تخص الارض والسموات. فيتخذون من هذه المسألة ذريعة للاعتراض على بعض الحقائق القرآنية، لذا نكتب بضع اشارات مختصرة تخص هذه المسألة.
الاولى:
اولاً: ان معنى الآية شيء، وأفراد ذلك المعنى وما يشتمل عليه تلك المعاني من الجزئيات شيء لآخر. فان لم يوجد فرد من افراد كثيرة لذلك المعنى الكلي فلا يُنكر ذلك المعنى الكلي. علماً ان هناك

لايوجد صوت