اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 120
(119-150)

هو الغالب في اكثر الاحوال، وما السر في إستعاذة اهل الحق في كل حين بالله سبحانه من شرّ الشيطان؟.
الجواب: السرّ والحكمة هما كما يأتي:
ان الضلالة والشرّ بأكثريتها المطلقة شيءٌ عدمي وسلبي وغير أصيل، وهي إخلال وتخريب. أما الهداية والخير فهي بأكثريتها المطلقة ذات وجود وشيء ايجابي واصيل وهي اعمارٌ وبناء. ومن المعلوم أنه يتمكن رجلٌ واحد في يوم واحد ان يهدم ما بناه عشرون رجلاً في عشرين يوماً، وأن حياة الانسان التي تبقى باستمرار اعضائه الاساس ضمن شرائط الحياة، مع أنها تخصّ قدرة الخالق جلّ وعلا، الاّ أنها تتعرض الى الموت – الذي هو عدمٌ بالنسبة لها – إذا ما قطع ظالم عضواً من جسم ذلك الانسان. ولهذا سار المثل: (التخريبُ أسهلٌ) من التعمير.
فهذا هو السرّ في أن اهل الضلالة بقدرتهم الضعيفة حقاً يغلبون احياناً أهل الحق الأقوياء جداً.
ولكن لأهل الحق قلعة منيعة ما ان يتحصنوا بها ويلوذوا بها، فلا يجرؤا ان يتقرب اليهم اولئك الأعداء المخيفون ولا يمكنهم أن يمسوهم بسوء، ولئن اصابهم شيء منهم – مؤقتاً – فالفوز والثواب الأبدي الذي ينتظرهم في بشرى القرآن الكريم: ﴿والعاقبَةُ للمتقينَ ﴾(الأعراف:128) يُذهب أثر ذلك الضرّ والقرح.
وتلك القلعة الشامخة، وذلك الحصن المنيع هي الشريعة الإلهية وسنّة النبيy.
الاشارة الثانية:
وهي المسألة التي تخطر في أذهان الكثيرين:
إن خلق الشياطين وهم الشر المحض وتسليطَهم على اهل الإيمان، وسوقهم كثيراً من الناس الى الكفر ودخولهم النار بمكايدهم،

لايوجد صوت