اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 121
(119-150)

هو قبح ظاهر. وأمرٌ مُرعب. فياتُرى كيف ترضى رحمةُ ذلك الرحيم المطلق، ويسمح جمال ذلك الجميل المطلق وهو الرحمن ذو الجمال، بهذا القُبح غير المتناهي والمصيبة العظمى؟!.
الجواب:
انه إزاء الشرور الجزئية للشياطين، تكمن في وجودهم كثير من المقاصد الخيّرة الكلية وكمالات، ترقى بالانسان في سلم الكمال.
نعم، كما ان هناك مراتب كثيرة بدءاً من البذرة الى الشجرة الباسقة، كذلك للاستعدادات الفطرية الكامنة في ماهية الانسان من المراتب والدرجات ما تفوق ذلك، بل قد تصل الى المراتب الموجودة بين الذرة والشمس. ولكي تظهر هذه الاستعدادات وتنبسط لابد لها من حركة، ولابد لها من تفاعل وتعامل. فحركة لولب الرقيّ ونابض السموّ في ذلك التعامل هي ب (المجاهدة). ولا تحصل هذه (المجاهدة) الاّ بوجود الشياطين والاشياء المضرّة، اذ لولا تلك (المجاهدة) لظلت مرتبة الانسان ثابتة كالملائكة، وعندها ما كانت لتظهر تلك الاصناف السامية من الناس التي هي بحكم الآلاف من النواع في الانواع الانساني. وحيث انه ليس من الحكمة والعدالة بشيء ان يُترك الخير الكثير جداً تجنباً لحصول شرّ جزئي، فان انزلاق كثير من الناس بخطوات الشيطان، لا يحمل اهمية كبيرة مادام التقويم والاهمية يأخذ (النوعية) بنظر الاعتبار ولا ينظر الى الكمية الاّ قليلاً، بل قد لا ينظر اليها.
مثال ذلك:
شخص لديه ألف وعشرٌ من البذور، زرعها في التراب، فجعلها تتعرض للتفاعلات الكيمياوية. فاذا أنبتت عشرٌ من تلك البذور وأينعت، فان المنافع الحاصلة منها تفوق – بلا شك – خسارة الألف بذرة التي تعرضت للتلف والفساد.

لايوجد صوت