اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 122
(119-150)

وهكذا، فان المنافع والمنزلة والاهمية التي حازتها البشرية من عشرة أشخاص كاملين يتلألأون كالنجوم في سمائها، والذين أخذوا بيد الانسانية الى مراقي الفلاح، وأضاءوا السُبُل أمامهم واخرجوهم الى النور بمجاهدتهم للنفس والشيطان.. لاشك أنها تزيل ما يلحق بها من أثر الضرر الناجم من كثرة الداخلين في حمأة الكفر من الضالين الذين يعدّون من جنس الحشرات لتفاهتهم. لهذا فقد رضيت العدالةُ الإلهية وحكمتُها وسمحت الرحمة الربانية بوجود الشياطين وتسلطها.
فيا معشر أهل الإيمان! ان درعكم المنيع لصد اولئك الاعداء، هو التقوى المصنوعة في دوحة القرآن الكريم. وان خنادقكم الحصينة هي سُنة نبيكم عليه افضل الصلاة والسلام. وأما سلاحكم فهو الاستعاذة والاستغفار والالتجاء الى الحرز الإلهي.
الاشارة الثالثة:
سؤال:
أين يكمن السرّ والحكمة في وعيد القرآن المرعب وتهديده لأهل الضلالة تجاه عملٍ جزئي صَدَر منهم، مما لا يتناسب بظاهر العقل مع بلاغته التي تتسم بالعدالة والانسجام وأسلوبه المعجز الرزين. اذ كأنه يحشّد الجيوش الهائلة تجاه شخص عاجز لا حظّ في الملك، فيُكسِبُه منزلة شريك متجاوز حدِّة؟
الجواب: ان سر ذلك وحكمته:
ان في وسع الشياطين ومَن تبعهم أن يقوموا بتخريب مدمّر بحركة بسيطة تصدر منهم، لأنهم يسلكون طريق الضلالة، فيلحقون بفعل جزئي يصدر منهم خسائر جسيمة بحقوق الكثيرين، مَثبهم في هذا كمثل رجلٍ ركب سفينة تجارية عامرة للملك ثم خرقها خرقاً بسيطاً، او ترك واجباً كان عليه أن يؤديه، فأهدر بفعله هذا جهدَ مَن في السفينة، وأفسد عليهم جنَي ثمار عملهم فيها، وأبطل نتائج أعمال

لايوجد صوت