اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 125
(119-150)

أعوذ بالله. واعلموا ان قلعتكم هي سنة رسولكم عليه افضل الصلاة والسلام.
الاشارة الخامسة:
انه على الرغم من توفر اسباب الهداية والاستقامة ووسائل الارشاد امام اهل الإيمان بما بيّنه الله سبحانه لهم في كتبه المقدسة كافة من مثوبة وهي نعيم الجنّة ومن عقاب أليم وهو نار جهنم، ومع ما كرّرة سبحانه من توجيه وتنبيه وترغيب وتحذير.. يُغلبُ اهل الإيمان امام الدسائس الدنيئة والضعيفة التافهة الصادرة عن حزب الشيطان!!.
كان هذا يأخذ قسطاً كبيراً من تفكيري، إذ كيف لا يهتم صاحب الإيمان بذلك الوعيد المخيف من ربّ العالمين؟. وكيف لا يزول ايمانه وهو يعصي ربَّه مُتبعاً خطوات الشيطان ومكايده الضعيفة كما في قوله تعالى: ﴿إنَّ كَيدَ الشّيطان كانَ ضَعيفاً﴾(النساء:76)؟ حتى ان بعضاً من أصدقائي المقرّبين بعد أن سمع منّي مائةً من دروس الحقائق الإيمانية وصدَّق بها تصديقاً قلبياً، ومع شدة علاقته وحسن ظنّه بي فقد انجرف لثناءٍ تافهٍ ورخيص من رجلٍ فاسد ميّت القلب، فانجذب اليه، مما دفعه ليكون في الصف المعادي لي. فقلتُ في نفسي: يا سبحان الله!! هل يمكن للانسان أن يهوي الى هذا الدرَك؟. كم كان هذا الرجل ذا معدن رخيص؟ فأثمت من اغتياب هذا المسكين.
ثم انكشفت ولله الحمد حقائق الاشارات السابقة فأنارت كثيراً من الامور الغامضة.. فعلمتُ بذلك النور: ان تكرار الترغيب والحث في القرآن الكريم ضروري جداً، ومناسب وملائم للحال.. وان انخداع اهل الإيمان بمكايد الشيطان لا ينجم عن عدم الإيمان، ولا من ضعفه.. وانه لا يكفر من ارتكب الكبائر. فالمعتزلة وقسمٌ من الخوارج قد أخطأوا حين كفّروا مُرتكب الكبائر او جعلوه في منزلةٍ بين المنزلتين.. وان صديقي المسكين، الذي ضحّى بتلك الدروس الإيمانية لثناء شخصٍ تافه، لم يسقط في الهاوية كثيراً، ولم ينحط الى

لايوجد صوت