اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 128
(119-150)

قلبه، وانما هي من اللمة الشيطانية، او أن الشيطان يخيّلها اليه ويذكره بها.
وكذلك فان من بين اللطائف الانسانية – وهي بضع لطائف لم استطع تشخيصها – ما لا ترضخ للارادة والاختيار، ولا تدخل تحت وطأة المسؤولية – فتتحكم احياناً وتسيطر دون أن تنصت لنداء الحق، وتلج في أمور خاطئة، عندئذ يُلقي الشيطان في رَوع هذا الانسان المبتلى: ان فطرتَك فاسدة لا تنسجم مع الإيمان والحق، ألا ترى أنها تلج بلا ارادة في مثل هذه الامور الباطلة؟ اذن فقد حكم عليك قَدَرك بالتعاسة وقضى عليك بالشقاء!!. فيهلك ذلك المسكين في هذا اليأس المدمّر.
وهكذا فان حصن المؤمن الحصين من الدسائس الشيطانية المتقدّمة هي المحكمات القرآنية والحقائق الإيمانية المرسومةُ حدودُها بدساتير العلماء المحققين والاصفياء الصالحين. أما الدسائس الاخيرة فانها تُردّ بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى وباهمالها، لأن من طبيعة الوساوس أنها تكبر وتتضخم كلما زاد الاهتمام بها. فالسُنّة المحمدية للمؤمن هي البلسم الشافي لمثل هذه الجراحات الروحية.
الاشارة السابعة:
سؤال:
ان أئمة المعتزلة عندما اعتبروا أن ايجاد الشر شرٌ، لم يردّوا الى الله سبحانه خلقُ الكفر والضلالة، فكأنهم بهذا ينزّهونه سبحانه ويقدسونه، فقالوا: (ان البشَر هو خالقُ لأفعاله) فضلوا بذلك. وكذلك قالوا: يزول ايمان من ارتكب الكبائر لأن صدقَ العقيدة في الله لا يتلاءم واِرتكاب مثل هذه الخطايا والذنوب، حيث أن الانسان الذي يحذر مخالفة القوانين في الدنيا رهبةً من السجن الوقتي، ان ارتكب

لايوجد صوت