وبعد مضي دقائق جاء أحدهم وقال: ان المنافق الفلاني المعلوم الذي يبلغ سبعون سنة من العمر قد مات.
فأعلن عن الحقيقة الواقعة للتشبيه البليغ الذي ذكره الرسول y .
أما عن سؤالك يا أخي فسنذكر له ثلاثة وجوه:
الوجه الاول:
ان الله سبحانه قد عين اربعاً من الملائكة العظام في العرش والسموات للاشراف على سلطنة ربوبيته. اسم واحد منهم (النسر) واسم آخر (الثور)(1).
أما الارض التي هي شقيقة صغيرة للسموات ورفيقة أمينة للسيارات فقد عُين لها ملكان مشرفان يحملانها، يطلق على احدهما: (الثور) وعلى الآخر (الحوت). والحكمة في تسميتهما بهذين الاسمين هي ان الارض قسمان: البر والبحر أي اليابسة والماء، فالذي يعمر البحر او الماء هو الحوت او السمك، أما الذي يعمر البر والتراب فهو الثور، حيث أن مدار حياة الانسان هو الزراعة المحمولة على كاهل الثور.
فالملكان الموكلان بالارض اذن هما قائدان لها ومشرفان عليها، لذا لهما تعلق وارتباط ومناسبة – من جهة – مع طائفة الحوت ونوع
---------------
(1) عن مالك في قوله عز وجل (وسع كرسيه السموات والارض) قال: ان الصخرة التي تحت الارض السابعة، ومنتهى الخلق، على ارجائها اربعة من الملائكة، لكل ملك منهم اربعة وجوه: وجه انسان ووجه اسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها قد احاطو بالارض والسموات ورؤسهم تحت الكرسي والكرسي (تحت) العرش. قال: وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي.
أخرجه عبدالله بن الامام احمد في كتاب (السنة) برقم 589، 1/3:3 في اسناده مجهول والمدى معروف بالوهم وبقية رجاله ثقات. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/329 لعبد بن حميد وابو الشيخ في العظمة واخرجه ايضاً البيهقي في الاسماء والصفات ص/403 وقد اخرجه عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور باختلاف في السياق 6/261 من كلام وهب بن منبه وهو ثقة كثير النقل من كتب الاسرائيليات (انظر الميزان 4/352).