اللمعات | اللمعة الرابعة عشرة | 155
(151-159)

الثور. ولربما – والعلم عند الله – يتمثلان في عالم الملكوت وفي عالم المثال على صورة الحوت والثور(2).
فاشارة الى هذه المناسبة والعلاقة، وايماءاً الى ذينك النوعين من مخلوقات الارض، قال الذي اوتي جوامع الكلم y: (الارض على ثور والحوت) فأفاد بجملة واحدة وجيزة بليغة عن حقيقة عظيمة عميقة قد لا يعبر عنها في صحيفة كاملة.
الوجه الثاني:
لو قيل: بم تقوم هذه الدولة؟ فالجواب: على السيف والقلم: أي تستند الى قوة سيف الجيش وشجاعته واقدامه وعلى دراية قلم الموظفين وعدالتهم.
وحيث أن الارض مسكن الأحياء، وسيد الاحياء الانسان، والقسم الاعظم من الناس يقطنون السواحل ومعيشتهم على السمك، والباقون تدور معيشتهم على الزراعة التي هي على عاتق الثور ومحور تجارتهم على السمك. فمثلما يمكن القول:
أن الدولة تقوم على السيف والقلم يمكن كذلك القول: ان الارض تقوم على الثور والحوت؛ لأنه متى ما احجم الثور عن العمل ولم يلق السمك ملايين البيوض دفعة واحدة، فلا عيش للانسان وتنهار الحياة، ويدمر الخالق الحكيم سبحانه الارض.

--------------------

(2) نعم: ان الكرة الارضية انما هي كسفينة تمخر عباب بحر الفضاء فالذي يجري هذه السفينة الضخمة التي لا شعور لها بانتظام دقيق ويسوقها لحكمة معينة بالامر الإلهي، أي ان قائد تلك الشفينة وربانها انما هو الملك الذي يطلق عليه اسم (الحوت). وهي ايضاً – أي الارض – كمزرعة للآخرة كما هو ثابت في الحديث الشريف، فالذي يشرف على تلك المزرعة، من الملائكة – بالاذن الإلهي هو الملك الذي يطلق عليه اسم (الثور). ولا يخفى ما لهذا الاطلاق الجميل من انسجام لطيف. – المولف.

لايوجد صوت