اللمعات | اللمعة الرابعة عشرة | 158
(151-159)

وحكماً كثيرة في إلقاء الرسول y عباءه (ملاءته) المبارك الذي كان يلبسه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم اجمعين، ثم دعاؤه لهم(2) في هذا الوضع وبهذه الآية الكريمة: ﴿ليُذهِبَ عَنكُم الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطَهركُم تطهيراً﴾(الاحزاب:33). ولكننا لانخوض في اسراره، ولانذكر الاّ حكمة من حكمه التي تتعلق بمهمة الرسالة وهي:
ان الرسول الكريم y قد رأى بنظر النبوة الانيس بالغيب، النافذ الى المستقبل، أنه بعد نحو ثلاثين أو أربعين سنة ستقع فتن عظيمة في صفوف الصحابة والتابعين، وستراق الدماء الزكية. فشاهد ان ابرز من فيها هم الاشخاص الثلاثة الذين سترهم تحت عباءته. فلأجل الاعلان عن تبرئة علي في نظر الأمة.. وتسلية الحسين وعزائه.. وتهنئة الحسن واظهار شرفه ومكانته وعظيم نفعه للأمة برفعه فتنة كبيرة بالصلح.. وطهارة نسل فاطمة وشرافتهم واهليتهم بلقب أهل البيت، ذلك العنوان الشريف الرفيع.. لأجل كل ذلك ستر y اولئك الاربعة مع نفسه تحت ذلك العباء واهباً لهم ذلك العنوان المشرف: آل العباء الخمسة.
نعم! ان سيدنا علياً رضي الله عنه كان خليفة للمسلمين بحقٍ، ولكن لأن الدماء الزكية التي اريقت جليلة فان براءته منها وتبرئته في

-------------------

(2) حديث صحيح ذكره الاستاذ النورسي بالمعنى مختصراً، وللحديث طرق كثيرة. انظر المسند 48،107،6/292،296،298،304 والبخاري في التاريخ الكبير 1/2/69 والحاكم 3/147 والترمذي واحمد في فضائل الصحابة برقم 987،1149،1404،1170،1392 وذكر الهيثمي في المجمع 9/166 والسيوطي في الدر المنثور 5/198 له طرقاً كثيرة مع مخرجيها عن عددٍ من الصحابة رضي الله عنهم. اخرج الطبراني في الاوسط عن عليٍ أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط شمله فجلس عليها هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم اخذ النبي بمجامعه فعقد عليهم ثم قال: (اللهم ارضَ عنهم كما انا عنهم راضٍ) قال الهيثمي (9/196): رجاله رجال الصحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة، كنيته ابو سيدان ا هـ. حياة الصحابة 4/105.

لايوجد صوت