اللمعات | المقام الثاني | 161
(160-172)

هذا الدرس متوجّه الى القلب اكثر منه الى العقل ومتطلع الى الذوق الروحي اكثر منه الى الدليل المنطقي.
بِسم الله الرَّحمٰنِ الرَّحيم
﴿قَالتْ: يا ايُّها الملؤا اِني اُلقِيَ اِليَّ كِتابٌ كَريم 
اِنه مِنْ سُليمنَ واِنه بِسم الله الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾(النمل:29-30)
سنذكر في هذا المقام بضعةً من الأسرار:
السر الأول:
اثناء تأملي في البسملة رأيت نوراً من أنوار (بِسم الله الرَّحمٰنِ الرَّحيم)
على الصورة الآتية:
ان هناك ثلاث علامات نيرة ساطعة للربوبية على سيماء الكائنات، وعلى قسمات وجه الأرض، وعلى ملامح وجه الانسان. هذه العلامات الزاهرة والأيات الساطعة متداخل بعضُها في البعض الآخر، حتى ان كلاً منها يبين نموذجَ الآخر ومثاله.
فالعلامة الاولى:
هي علامة الاُلوهية، تلك الآية الكبرى، الساطعة من التعاون والتساند والتعانق والتجاوب الجاري في اجزاء الكون كله؛ بحيث يتوجه (بِسم الله) اليها ويدل عليها.
العلامة الثانية:
هي علامة الرحمانية، تلك الآية العظمى، الزاهرة من التشابه والتناسب والانتظام والانسجام واللطف والرحمة الساري في تربية النباتات والحيوانات؛ بحيث يتوجّه (بِسم الله الرَّحمنِ) اليها ويدل عليها.
ثم العلامة الثالثة:

لايوجد صوت