اللمعات | المقام الثاني | 163
(160-172)

الحسنى المتعلقة بالموجودات يحيط بالموجودات جميعاً من حيث الوحدة والواحدية.
فيضع سبحانه وتعالى طابعَ الأحدية في الواحدية نصبَ عين الانسان وامام نظره كيلا تغرق العقولُ وتغيب في سعة الواحدية ولئلا تنسى القلوبُ وتذهل عن الذات الإلهية المقدسة.
فـ(بِسم الله الرَّحمٰنِ الرَّحيم) يدل على ثلاثٍ من العقد المهمة لذلك الطابع المميز ويبينها.
السر الثالث:
انه بديهي، بل مشاهَد ان الرحمة الإلهية هي التي أبهجت الكائنات التي لا يحدها حدود..
وان الرحمة نفسها هي التي أنارت هذه الموجودات المغشية بالظلمات..
وأن الرحمة أيضاً هي التي ربت في أحضانها هذه المخلوقات المتقلبة في حاجات لا حد لها..
وان الرحمة أيضاً هي التي وجهت الكائنات من كل صَوب وحَدب وساقتها نحو الانسان وسخرتْها له، بل جعلتها تتطلع الى معاونته وتسعى لإمداده، كما تتوجه أجزاء الشجرة الى ثمرتها..
وان الرحمة ايضاً هي التي عمرت هذا الفضاء الواسع وزينت هذا العالم الخالي..
وان الرحمة نفسها هي التي جعلت هذا الانسان الفاني مرشحاً للخلود والبقاء، وأهلته لتلقي خطاب رب العالمين ومَنحتْه فضل ولايته سبحانه.
فيا أيها الانسان!
ما دامت الرحمة محبوبة، ولها من القوة والجاذبية والإمداد الى هذا الحد، فاستعصم بتلك الحقيقة بقولك (بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم)

لايوجد صوت