بل يقرنونكم مع اولئك الذين يأكلون الدنيا بالدين ويضمنون عيشهم تحت ستار علم الحقيقة ويجعلونكم من المتنافسين الحريصين على حطام الدنيا، وامثالها من الاتهامات الظالمة؟!
ان العلاج الوحيد لهذا المرض هو: اتهْام المرء نفسه، والانحياز الى جهة رفيقه في نهج الحق الذي ازاءه وعدم الانحراف عن دستور الانصاف وابتغاء الحق، الذي ارتضاه علماء فن الآداب والمناظرة والذي يتضمن: (اذا اراد المرء ان يظهر الحق على لسانه دون غيره – في مناظرة معينة – وانسرّ لذلك واطمأن ان يكون خصمه على باطل وخطأ فهو ظالم غير منصف) فضلاً عن انه يتضرر نتيجة ذلك لانه لم يتعلم شيئاً جديداً – من تلك المناظرة – بظهور الحق على لسانه، بل قد يسوقه ذلك الى الغرور فيتضرر، بينما اذا ظهر الحق على لسان خصمه فلا يضره شيء ولا يبعث فيه الغرور بل ينتفع بتعلمه شيئاً جديداً. أي ان طالب الحق المنصف يسخط نفسه لاجل الحق، واذا ما رأى الحق لدى خصمه رضى به وارتاح اليه.
فلو اتخذ اهل الدين والحقيقة والطريقة والعلم هذا الدستور دليلاً في حياتهم وعملهم فانهم يظفرون بالاخلاص بأذن الله ويفلحون في اعمالهم الاخروية، وينجون برحمة منه سبحانه وفضله من هذه المصيبة الكبرى التي المت بهم واحاطتهم من كل جانب.
﴿سُبحَانَكَ لاعِلمَ لنا إلاّ ما عَلمْتَنا إنك أنتَ العَليمُ الحَكيمُ﴾