اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 288
(287-298)

بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
﴿وَمَن يَتوكل على الله فهو حَسْبُه إن الله بالغُ أمْره قَدْ جَعَل اللهُ لكلّ شيء قدْراً﴾
(الطلاق:3)
هذه المسألة ثلاث اشارات
الاشارة الاولى:
سؤال مهم يخصني بالذات ويخص رسائل النور. يقول كثيرون:
لِم يتدخل اهل الدنيا بامور آخرتك كلما وجدوا لهم فرصة، مع أنك لاتتدخل في شؤون دنياهم؟ علماً انه لا يمسّ قانون اية حكومة كانت شؤون تاركي الدنيا المعتزلين الناس!
الجواب: ان جواب (سعيد الجديد) عن هذا السؤال هو: السكوت؛ اذ يقول: ليُجب عني القدر الإلهي. ومع هذا يقول بعقل (سعيد القديم) الذي اضطر الى استعارته: ان الذي يجيب عن هذا السؤال هو حكومة محافظة اسبارطة واهالي هذه المحافظة؛ لان هؤلاء – المسؤولين والناس كافة – اكثر علاقة مني بالمعنى الذي ينطوي عليه السؤال.
وما دامت حكومة افرادها يربون على الالوف، واهلون يزيدون على مئات الالوف مضطرين الى التفكير والدفاع عوضاً عني، فلِمَ اذاً احاور – دون جدوى – المدّعين دفاعاً عن نفسي؟.
فها أنذا منذ تسع سنوات في هذه المحافظة، وكلما مرّ الزمان ادرت ظهري الى دنياهم. ولم تبق لي حال من احوالي مخفية عنهم مستورة عليهم، بل حتى اخص رسائلي واكثرها سرية يتداولها المسؤولون في الدولة وهي في متناول عدد من النواب. فلو كان لي شيء من تدخلٍ او محاولة ما لتعكير صفو دنياهم والاخلال بها، او

لايوجد صوت