اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 290
(287-298)

وهكذا لا يسوقني حقي الجزئي الذي لا اهمية له ضمن حقوق دفاع ذات أهمية الى هذا الحد، ان ادافع عن نفسي ولا سيما انني قد انهيت خدماتي ولله الحمد ويسعى لها الوف من الطلاب عوضاً عن هذا العاجز. فمن كان له وكلاء دعوى ومحامون يربون على الالوف، لا يدافع عن دعواه بنفسه.
الاشارة الثانية:
جواب عن سؤال يتسم بالنقد.
يقال من جانب اهل الدنيا:
لِمَ استأت منا وسكتّ فلا تراجعنا ولو لمرة واحدة. ثم تشكو منا شكاية شديدة قائلاً: (انتم تظلمونني). فنحن اصحاب مبدأ، لنا دساتيرنا الخاصة نسير في ضوئها على وفق ما يتطلبه هذا العصر بينما انت لا تنفذ هذه الدساتير على نفسك وترفضها علماً أن من ينفذ القانون لا يكون ظالماً، بينما الرافض له يكون عاصياً. ففي عصرنا هذا، عصر الحرية – مثلاً – وفي عهد الجمهوريات التي بدأنا به حديثاً يجري دستور رفع الاكراه والتسلط على الاخرين. اذ المساواة قانون اساس لدينا، بينما انت تكسب اقبال الناس نحوك وتلفت انظارهم اليك تارة بزيّ العلم واخرى بالتزهد، فتحاول تكوين قوةٍ وكسب مقامٍ خارج نطاق نفوذ الدولة.
هكذا يُفهم من ظاهر حالك وهكذا يدلنا مجرى حياتك السابقة، فهذه الحالة ربما تُستصوب في نطاق تحكم البرجوازيين – بالتعبير الحديث – الاّ ان صحوة طبقة العوام وتغلبها جعلت جميع دساتير الاشتراكية والبلشفية تسيطر وتهيمن، وهي التي تلائم امورنا اكثر من غيرها. فنحن في الوقت الذي رضينا بدساتير الاشتراكية نشمئز من اوضاعك، اذ هي تخالف مبادئنا. لذا لا حق لك في الاستياء منا ولا الشكوى من مضايقاتنا لك.

لايوجد صوت