اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 292
(287-298)

نابض محرك له هو التسابق لإحراز الفضيلة المتسمة بالإيمان الحقيقي . فلا يمكن رفع الفضيلة الاّ بتبديل الماهية البشرية واخماد العقل وقتل القلب وافناء الروح.
(لا يمكن بالظلم والجور محو الحرية
ارفع الادراك ان كنت مقتدراً من الانسانية!)
هذا الكلام الرصين اُثير خطأً في وجه رجل ذي شأن ما كان يليق به مثل هذه الصفعة، بل جدير بهذا الكلام أن يصفع به الوجه الغدار لهذا العصر الحامل لاستبداد رهيب يتستر بهذه الحرية.
فانا اقول بدلاً من هذا الكلام:
لا يمكن بالظلم والجور محو الحقيقة
إرفع القلب ان كنت مقتدراً من الانسانية!
او اقول:
لا يمكن بالظلم والجور محو الفضيلة
إرفع الوجدان ان كنت مقتدراً من الانسانية!
نعم! ان الفضيلة المتسمة بالإيمان، كما لا تكون وسيلة للاكراه، لا تكون سبباً للاستبداد قطعاً. اذ الاكراه والقسر والتسلط على الآخرين، رذيلة ليس الاّ، بل ان اهم مشرب لدى اهل الفضيلة هو الاندماج في المجتمع بالعجز والفقر والتواضع. ولقد مضت حياتنا ولله الحمد وما زالت كذلك تمضي على وفق هذا المشرب. فانا لا أدعي متفاخراً انني صاحب فضيلة، ولكن اقول تحدثاً بنعمة الله عليّ وبنية الشكر له سبحانه: قد احسن اليّ جلّ وعلا بفضله وكرمه فوفقني الى العمل للعلوم الإيمانية والقرآنية وادراكها وفهمها. فتصرفت طوال حياتي – لله الحمد – هذا الاحسان الإلهي بتوفيق منه تعالى، في مصالح هذه الامة المسلمة وبذلته في سبيل سعادتها، ولم يك في أي وقت كان وسيلة للاكراه والتسلط على الآخرين. كما انني – بناء على سرّ مهم

لايوجد صوت