اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 293
(287-298)

أنفر من اقبال الناس وجلب استحسانهم المرغوبتين لدى اهل الغفلة؛ اذ قد ضيعا عليّ عشرين سنة من عمري السابق، فلهذا اعدّهما مضَّرين لي. الاّ انني اراهما أمارة على اقبال الناس على رسائل النور فلا أُسخطهم.
فيا اهل الدنيا!
في الوقت الذي لا اتدخل في دنياكم قط؛ ولا علاقة لي بأية جهة كانت بمبادئكم. ولست عازماً على التدخل مجدداً بالدنيا، بل ولا لي رغبة فيها اصلاً كما تشهد بذلك حياتي، هذه التي قضيتها اسير المنفى طوال تسع سنوات. فلماذا تنظرون اليّ وكأنني متجبر سابق، يضمر التسلط على الآخرين ويتحين الفرص لذلك. بأي قانون يُجرى وعلى اية مصلحة يُبنى هذا المدى من الترصد والمراقبة والعنت؟
فلا توجد في العالم كله، حكومة تعمل فوق القانون، وتسمح بهذه المعاملة القاسية التي اعامل بها والتي لا يرضى بها فرد مهما كان.
فهذه المعاملات السيئة التي تعاملونني بها لا تولد سخطي وحده، بل سخط نوع الانسان – إن ادرك – بل سخط الكائنات.
الاشارة الثالثة:
سؤال يرد على وجه البلاهة والجنون وينطوي على مغالطة.
يقول قسم من افراد الدولة واهل الحكم:
مادمت قائماً في هذه البلاد، فعليك الانقياد لقوانين الجمهورية الصادرة فيها، فلماذا تنجي نفسك من تلك القوانين تحت ستار العزلة عن الناس.؟
فمثلاً: ان من يجري نفوذه على الآخرين خارج وظيفة الدولة متقلداً فضيلة ومزية لنفسه ينافي قانون الحكومة الحاضرة ودستور الجمهورية المبني على اساس المساواة. فلماذا تتقلد صفة من يريد

لايوجد صوت