اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 289
(287-298)

حتى التفكير في هذا الامر، لما آثر المسؤولون في هذه المحافظة والاقضية السكوت تجاهي وعدم الاعتراض عليّ على الرغم من مراقبتهم اياي وترصدهم لي وتجسسهم عليّ طوال تسع سنوات، وعلى الرغم من انني ابوح دون تردد بأسراري الى من يزورني.
فان كان لي عمل مخل بسعادة الامة وسلامة الوطن ويلحق الضرر بمستقبلها، فالمسؤول عنه جميع افراد الحكومة طوال تسع سنوات ابتداءً من المحافظ الى اصغر موظف في مخفر القرية.
فعلى هؤلاء جميعاً يقع الدفاع عني، وعليهم ان يستصغروا ما استهوله واستعظمه الآخرون، وذلك لينجوا من تبعات المسؤولية. ولاجل هذا احيل جواب هذا السؤال اليهم.
أما ما يدفع مواطني هذه المحافظة عامة للدفاع عني اكثر من نفسي فهو:
ان هذه تسع سنوات، ومئات الرسائل التي نسعى لنشرها، قد اثبتت تأثيرها في هذا الشعب الاخ الصديق المبارك الطيب، واظهرت مفعولها الفعلي والمادي في حياته الابدية وفي دعم قوة أيمانه وسعادة حياته، ومن غير ان تمسّ احد بسوء او تولد أي اضطراب او قلق كان، اذ لم يشاهد منها ما يؤمىء الى غرض سياسي ونفع دنيوي مهما كان، حتى ان هذه المحافظة، اسبارطة، قد اكتسبت ولله الحمد بوساطة رسائل النور مقام البركة من حيث قوة الإيمان والصلابة في الدين، من نوع البركة التي نالتها الشام الطيبة في السابق ومن نوع بركة الجامع الازهر الذي هو مدرسة العالم الإسلامي عامة.
فهذه المحافظة لها فضل ومزية على المحافظات الاخرى، حيث قد كسبت من رسائل النور التمسك باذيال الدين، فتهيمن فيها قوة الإيمان ازاء الاهمال، وتسيطر فيها الرغبة في العبادة تجاه السفه والغي؛ ولاجل هذا كله فالناس كلهم في هذه المحافظة، حتى لوكان فيهم ملحد (فرضاً) مضطرون الى الدفاع عني وعن رسائل النور.

لايوجد صوت