تنبيه
لقد بينت هذه المذكرة ماهية المذهب الذي يسلكه الجاحدون من الطبيعيين، واوضحت مدى بُعد مسلكهم عن موازين العقل، ومدى سماجته وخرافيته، وذلك من خلال تسعة محالات مستخلصة من تسعين محالاً في الاقل، ولما كان قسم من تلك المحالات قد وضح في رسائل اخرى فقد جاء هنا مدرجاً ضمن محالات اخرى، او جاء مختصراً بعضَ الشيء.
والسؤال الذي يرد للخاطر هو:
كيف ارتضى فلاسفة مشهورون وعلماء معروفون بهذه الخرافة الفاضحة وسلموا لها زمام عقولهم؟!
والجواب: ان اولئك لم يتبينوا حقيقة مسلكهم(1)، ولا باطن مذهبهم، ولم يدركوا مايقتضيه مسلكهم من (محالات) وما يستلزمه مذهبهم من امور فاسدة وممتنعة عقلاً، والتي ذكرت في بداية كل محال يرد في هذه الرسالة.
--------------
(1) ان الداعي الاشد الحاحاً الى تأليف هذه الرسالة هو ما لمسته من هجوم صارخ على القرآن الكريم، والتجاوز الشنيع على الحقائق الإيمانية يتزييفها، وربط اواصر الالحاد بالطبيعة، والصاق نعت (الخرافة) على كل مالا تدركه عقولهم القاصرة العفنة… وقد اثار هذا الهجوم غيظاً شديداً في القلب ففجر فيه حمماً سرت الى اسلوب الرسالة، فانزلت هذه الحمم والصفعات على اولئك الملحدين وذوي المذاهب الباطلة المعرضين عن الحق، والاّ فليس من دأب (رسالة النور) الاّ القول اللين في الخطاب والرفق في الكلام. – المؤلف.