اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 303
(299-336)

بمقتضى الطبيعة ويظهر بتأثيرها! او عليك ان تقول: ان قدرة الخالق القدير ذي الجلال هي التي توجده.
لأنه لاسبيل الى حدوثه غير هذه الطرق الاربعة، حسب موازين العقل، فاذا ما أثبت – اثباتاً قاطعاً – ان الطرق الثلاثة الاولى محالة، باطلة ممتنعة، غير ممكنة، فبالضرورة والبداهة يثبت الطريق الرابع، وهو طريق وحدانية الخالق بيقين جازم لاريب فيه.
 اما الطريق الاول:
وهو القول بأن: (اجتماع اسباب العالم يخلق الموجودات ويوجدها، ويؤدي الى تشكيل الاشياء) نذكر منه ثلاثة محالات فقط، من بين محالاته الكثيرة جداً.
 المحال الاول:
ولنوضحة بهذا المثال: تحوي الصيدلية مئات الدوارق والقناني المملوءة بموادَّ كيمياوية متنوعة، وقد احتجنا – لسبب ما – الى معجون حيوي من تلك الادوية والمواد لتركيب مادة حيوية خارقة مضادة للسموم.. فلما دخلنا الصيدلية وجدنا فيها اعداداً هائلة من انواع ذلك المعجون الحيوي، ومن تلك المادة الحيوية المضادة للسموم وعندما بدأنا بتحليل كل معجون رأيناه مركباً مستحضراً بدقة متناهية من موادَّ مختلفة طبق موازين محسوبة، فقد اخذ من تلك القناني: درهم (غرام واحد) من هذه.. وثلاثة غرامات من تلك.. وعشرة غرامات من الاخرى.. وهكذا فقد أخذَ من كل منها مقادير مختلفة، بحيث لو كان ما أخذَ من هذه المقادير اقل منها بجزء من الغرام، او ازيد، لفقد المعجون خواصه الحيوية…
والآن جئنا الى (المادة الحيوية المضادة للسموم) ودققنا فيها نظراً كيمياوياً، فرأيناها قد ركبت بمقادير معينة اُخذت من تلك القناني على وفق موازين حساسة بحيث أنها تفقد خاصيتها لو غلطنا في

لايوجد صوت