وانا على استعداد كامل لإقامة البراهين الدامغة ونصب الحجج البديهية الواضحة لإثبات ذلك لكل مَن يساوره الشك، وابينها لهم باسهاب وتفصيل.
بِسمِ الله الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
﴿قَالتْ رُسُلهم أفيِ اللهِ شكٌ فاطِرِ السَمواتِ والارض﴾(ابراهيم:10)
هذه الآية الكريمة بما فيها من استفهام إنكارى تدل دلالة قاطعة على وجود الله ووحدانيته بوضوح وجلاء بدرجة البداهة.
وقبل ان نوضح هذا السرّ نودّ ان ننبه الى ما يأتي:
دعيتُ لزيارة (انقرة) سنة 1338 (1922م) وشاهدت فرح المؤمنين وابتهاجهم باندحار اليونان امام الجيش الإسلامي، الاّ أنني ابصرتُ – خلال الفرح هذه – زندقة رهيبة تدب بخبث ومكر، وتتسلل بمفاهيمها الفاسدة الى عقائد اهل الإيمان الراسخة بغية افسادها وتسميمها.. فتأسفتُ من اعماق روحي، وصرختُ مستغيثاً بالله العلي القدير ومعتصماً بسور هذه الآية الكريمة، من هذا الغول الرهيب الذي يريد ان يتعرض لأركان الإيمان، فكتبت برهاناً قوياً حاداً يقطع رأس تلك الزندقة، في رسالة باللغة العربية واستقيت معانيها وافكارها من نور هذه الآية الكريمة لاثبات بداهة وجود الله سبحانه ووضوح وحدانيته، وقد طبعتها في مطبعة (يني كون) في انقرة.. الاّ انني لم ألمس آثار البرهان الرصين في مقاومة الزندقة وإيقاف زحفها الى أذهان الناس. وسبب ذذلك كونه مختصراً ومجملاً جداً، فضلاً عن قلة الذين يُتقنون العربية في تركيا وندرة المهتمين بها آنذاك، لذا فقد انتشرت اوهام ذلك الالحاد واستشرت في صفوف الناس مع الاسف الشديد، مما اضطرني الى اعادة كتابة تلك الرسالة ببراهينها بالتركية، مع شيء من البيان والتوضيح فكانت هذه الرسالة.