اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 304
(299-336)

الحساب فزادت المواد المركبة منها او نقصت بمقدار ذرة واحدة. نخلص من هذا:
ان المواد المتنوعة قد استحضرت بمقادير مختلفة على وفق موازين دقيقة. فهل يمكن او يُعقل ان يتكون ذلك المعجون المحسوب كل جزء من اجزائه حساباً دقيقاً من جرّاء مصادفة غريبة، او من نتيجة تصادم القناني بحدوث زلزالٍ عاصف في الصيدلية يؤدي الى سيلان تلك المقادير بموازينها المعينة، واتحادها بعضها بالبعض الآخر مكوناً معجوناً حيوياً؟!. فهل هناك محال أغرب من هذا واكثر بعداً عن العقل والمنطق؟! وهل هناك خرافة اخرف منها؟! وهل هناك باطل اوضح بطلاناً من هذا؟! والحمار نفسه لو تضاعفت حماقته ونطق لقال: يالحماقة من يقول بهذا القول!.
وفي ضوء هذا المثال نقول:
ان كل كائن حي هو مركب حيوي، ومعجون ذو حياة. وان كل نبات شبيه بترياق حيوي مضاد للسموم إذ ركب من اجزاء مختلفة ومن مواد متباينة، على وفق موازين دقيقة في منتهى الحساسية.. فلا ريب ان اسناد خلق هذا الكائن البديع الى الاسباب المادية والعناصر، والقول بان (الاسباب اوجدته) باطل ومحال وبعيد عن موازين العقل بمثل بُعدِ وبطلان ومحالية تكون المعجون الحيوي بنفسه من سيلان تلك المواد من القناني.
وحصيلة الذي قلناه آنفاً:
ان المواد الحيوية المستحضرة بميزان القضاء والقدر للحكيم العليم في هذا العالم الكبير الذي هو صيدلية ضخمة رائعة لا يمكن ان توجد الاّ بحكمة لا حدّ لها، وبعلم لانهاية له، وبارادة تشمل كل شيء وتحيط بكل شيء، والاّ فما أشقاه من يتوهم (ان هذه الموجودات هي نتاج عناصر الكون الكلية) وهي العمياء الصماء في جريانها وتدفقها، او هي (من شؤون طبائع المواد) او (من عمل الاسباب المادية)!.

لايوجد صوت