وهي قولهم عن الشيء: (تشكل بنفسه). فهي تنطوي على محالات كثيرة، ويتضح بطلانها ومحاليتها من نواح كثيرة جداً الاّ اننا نتناول هنا ثلاثة محالات منها كنماذج ليس الاّ:
المحال الاول:
ايها الجامد العنيد! ان طغيان غرورك، جعلك تتردى في احضان حماقة متناهية، فتقدم على قبول مائة محال ومحال!
انك ايها الجاحد العنيد موجود بلا شك، وانك لست من مادة بسيطة وجامدة تأبى التغير، بل انت معمل عظيم متقن الصنع، اجهزته دائمة التجدد، وانت كالقصر المنيف، انحاؤه دائمة التحول.. فذرات وجودك انت تعمل دوماً وتسعى دون توقف، وترتبط بوشائج واواصر مع مظاهر الوجود في الكون من حولك، فهي في اخذ وعطاء مع الكائنات، وبخاصة من حيث الرزق، ومن حيث بقاء النوع.
ان الذرات العاملة في جسدك تحتاط من ان تخل بتلك الروابط، وتتحاشى ان تنفصم تلك العلاقات، فهي حذرة في تصرفها هذا، وتتخذ موقفاً ملائماً لها على وفق تلك العلاقات كأنها تنظر الى جميع الكائنات وتشاهدها، ثم تراقب موقعك انت منها، وانت بدورك تستفيد حسب ذلك الوضع الخارق لتلك الذرات وتنتفع وتتمتع بمشاعرك وحواسك الظاهرة والباطنة.
فان لم تعتقد ان تلك الذرات موظفات صغيرات لدى القدير الازلي، ومأمورات مسخرات منقادات لقوانينه سبحانه، او هي جنود مجندة في جيشه المنظم، او هي نهايات قلم القدر الإلهي، او هي نقاط ينقطها قلم القدرة الإلهية.. لزمك ان تقول ان لكل ذرة عاملة – في عينك مثلاً – عيناً واسعة بصيرة، ترى جميع اجزاء جسدك ونواحيه، وتشاهد جميع الكائنات التي ترتبط بها، وتعلم جميع ماضيك