اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 309
(299-336)

فالمصنوع الواحد المنتظم والمنسق الذي لا يمكن ان يكون – بسر الوحدانية – الاّ أثراً من آثار الواحد الاحد محال ان يسند الى تلك الذرات غير المحدودة بل هو مائة محال في محال..! يدرك ذلك كل من له مسكة من عقل!
 المحال الثالث:
ان لم يكن وجودك هذا قد كتب بقلم الواحد الاحد القدير الأزلي، وكان مطبوعاً بمطابع الطبيعة والاسباب، فيلزم عندئذٍ وجود قوالب طبيعية بعدد الوف الالوف من المركبات المنتظمة العاملة في جسمك، والتي لا يحصرها العد، ابتداءً من اصغر الخلايا العاملة بدقة متناهية وانتهاءً بأوسع الاجهزة العاملة فيه.
ولفهم هذا المحال نأخذ الكتاب الذي بين ايدينا مثالاً، فنقول:
إن اعتقدت ان هذا الكتاب مستنسخ باليد، فيكفي اذن لاستنساخه قلم واحد، يحركه علمُ كتابه ليدوّن به ما يشاء، ولكن إن لم يُعتقد انه مستنسخ باليد ولم يُسند الى قلم الكاتب، واُفُترض انه قد تشكل بنفسه، او اسندت كتابته الى الطبيعة، فيلزم عندئذٍ ان يكون لكل حرف من حروفه قلم معدني خاص به، ويكون عدد الاقلام بعدد تلك الحروف – بمثل وجود الحروف المعدنية في المطبعة والتي هي بعدد الحروف وانماطها – أي يلزم وجود اقلام بعدد الحروف بدلاً من قلم واحد للاستنساخ، وقد يكون هناك في تلك الحروف، حروفٌ كبيرة مكتوب فيها بخط دقيق ما في صحيفة كاملة، فيلزم اذن لكتابة مثل هذه الحروف الكبيرة الوف الاقلام الدقيقة!
والان ماذا تقول لو كانت تلك الحروف متداخلة بعضها بالبعض الآخر بانتظام كامل متخذةً هيأة جسدك وشكله؟! فيلزم عندئذٍ ان يكون لكل جزء من اجزاء كل دائرة من دوائر المذكورة قوالب عديدة بعدد تلك المركبات التي لا يحصرها العدّ!

لايوجد صوت