اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 312
(299-336)

لكل زهرة من ازهار العالم والاّ لا يمكن ان يظهر ما نشاهده من انواع الازهار والثمار الى الوجود! اذ البذور – كالنطف والبيوض ايضاً – موادها متشابهة اختلط وعجن بعضها ببعض بلا شكل معين وهي مولد الماء ومولد الحموضة والكربون والآزوت. علماً ان كلاً من الهواء والماء والحرارة والضوء اشياء بسيطة لا تملك عقلاً او شعوراً، وهي تتدفق كالسيل في كل شيء دونما ضابط. فتشكيل تلك الازهار التي لاتحد من تلك الحفنة من التراب بصورها المتنوعة البديعة واشكالها المختلفة الزاهية وبهيئاتها المتباينة الرائعة وهي في منتهى الانتظام والاتقان تقتضي بالبداهة وبالضرورة ان توجد في تلك الحفنة من التراب مصائع ومطابع معنوية بمقايس صغيرة جداً اكثر مما في اوروبا من مصانع ومطابع، كي تتمكن ان تنسج تلك المنسوجات الحية التي لاتعد، وتطرز تلك النقوش الزاهية المتنوعة التي لاتحصى!
فيا لبعد ما يحمله الطبيعيون من فكر إلحادي عن جادة العقل السليم! اعلم هذا، وقس مدى بُعد اولئك الذين يدّعون انهم عقلاء وعلميون عن موازين العقل والعلم بتوهمهم ان الطبيعة موجدةٌ للاشياء.. اولئك الذين اتخذوا خرافة ممتنعة وغير ممكنة اطلاقاً، مسلكاً لهم، فاسخر منهم، واحتقرهم.
ولسائل ان يسأل:
صحيح ان محالات كثيرة، ومعضلات عظيمة تنجم عندما يُسند خلق الموجودات الى الطبيعة، ولكن كيف تزول هذه المشكلات، وتنحل هذه المعضلات عندما نسند عملية الخلق برمتها الى الواحد الاحد الفرد الصمد؟ وكيف ينقلب ذلك الامتناع الصعب الى الوجوب السهل؟
الجواب: ان تجليات الشمس وانعكاساتها – كما ذُكرَ في المحال الاول – أظهرت نفسها بكل سهولة، ومن دون تكلف او صعوبة في

لايوجد صوت