جميع المواد ابتداءً من الجامد الصغير المتناهي في الصغر – كقطع الزجاج – الى اوسع السطوح للبحار والمحيطات، فأظهرت على الكل فيضها وأثرها في منتهى السهولة، وكأن كلاً منها شميسات مثالية. فلو قُطعت نسبة تلك الانعكاسات الى الشمس الحقيقية، فلابد من الاعتقاد بوجود شمس طبيعية في كل ذرة من الذرات وجوداً ذاتياً خارجياً. وهذا ما لايقبله عقل، بل هو ممتنع ومحال.
فكما ان الامر في المثال هو هكذا، كذلك اسناد خلق كل موجود اسناداً مباشراً الى الواحد الاحد الفرد الصمد فيد من السهولة المتناهية بدرجة الوجوب، اذ يمكن ايصال مايلزم ايّ موجود اليه، بكل سهولة ويسر، وذلك بالانتساب وبالتجلي. بينما اذا ما قطع ذلك الانتساب، وانقلب الاستخدام والتوظيف والطاعة الى الانفلات من الاوامر والعصيان، وترك كل موجود طليقاً يسرح كيفما يشاء، او اسند الامر الى الطبيعة، فستظهر مئات الالوف من المشكلات والمعضلات بدرجة الامتناع، حتى نرى ان خلق ذبابة صغيرة يقتضي ان تكون الطبيعة العمياء التي فيها مالكة لقدرة مطلقة تتمكن بها من خلق الكون كله، وان تكون – مع ذلك – ذات حكمة بالغة تتمكن بها من ادارته، حيث ان الذبابة – رغم صغرها – بديعة الصنع، تنطوي على أغلب مكونات الكائنات وكأنها فهرس مختصر لها..
وهذا ليس بمحال واحد فحسب بل الف محال ومحال..!
الخلاصة:
كما انه محالٌ وممتنعٌ وجود نظير او شريك لله سبحانه وتعالى في ألوهيته، كذلك ممتنع ومحال مثله ان يكون هناك مداخلة من غيره في ربوبيته، او مشاركة له من احد في أيجاده الاشياء وخلقها..
أما المشكلات التي في (المحال الثاني) التي اثبتناها في عديد من الرسائل؛ فهي: انه اذا ما نُسِبَ خلق جميع الاشياء الى الواحد الاحد، يسهل ذلك الخلق كما يسهل خلق شيء واحد. بينما اذا ما نُسِبَ الخلق