الاولى لأظهر عجزه، الاّ اذا استطاع ان يُحمّل ذراعه قوة جيش كامل، ويردف على ظهره معامل اعتدة الدولة الحربية!!
إن صاحب هذا الخيال السابح في فضاء الوهم والخرافة يتوارى خجلاً مما يقول.
نخلص من كل ما تقدم الى ان تسليم أمر كل موجود وتنسيبه الى واجب الوجود سبحانه فيه السهولة التامة بدرجة الوجوب.
اما اسناد ايجاده الى الطبيعة فهو معضل الى حد الامتناع وخارج عن دائرة العقل.
المحال الثالث:
نوضح هذا المحال بمثالين قد بيناهما في بعض الرسائل؛ هما:
المثال الاول:
يدخل انسان بدائي ساذج التفكير، لم يكن يملك ايّ تصور حضاري مسبقٍ؛ يدخل هذا الشخص قصراً فخماً بديعاً، يزهو بزينته، ويختال بأرقى ما وصلت اليه الحضارة من وسائل الابهة والراحة، ويتلألأ بأضوائه في عتمة فلاةٍ خاليةٍ موحشة، فيدلف اليه، ويدور في ارجائه، فتشدُّهُ براعة بنائه، ونقوش جدرانه، وروعة إتقانه.. وبكل سذاجة تصوره وبلاهته يمنح القصر حياةً، ويعطيه قدرة تشييد نفسه بغرفه وابهائه وصوره الجميلة، ونقوشه الاخاذة، لا لشيء الاّ لكونه قاصراً عن تصور وجود احد – خارج هذا القصر – وفي هذه الفلاة يمكنه ان ينسب اليه بناء هذا القصر، لذا فقد طفق يتحرى عن (الباني) داخل القصر لعله يعثر عليه بين اشياء القصر، فما من شيء وقع عليه بصره الاّ وتردد فيه وشكّ في كونه قادراً على ايجاد مثل هذا القصر الذي يملأ اقطار النفس والعقل بروعة صنعه، وجمال بنائه. وتقوده قدماه الى زاوية من زوايا القصر ويعثر فيها فجأةً على دفتر