اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 356
(355-383)

بِسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ
﴿الذينَ اذا أصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون﴾(البقرة:156)
﴿والذين هُوَ يُطعِمُني ويَسقينِ  واذا مَرِضتُ فهوَ يَشْفين ﴾(الشعراء:79-80)

(في هذه اللمعة نبين خمسة وعشرين دواءً بياناً مجملاً تلك الادوية التي يمكن ان تكون تسلية حقيقية ومرهماً نافعاً لاهل البلاء والمصائب وللمرضى العليلين الذين هم عُشر اقسام البشرية).
الدواء الاول
ايها المريض العاجز! لا تقلق، اصبر! فان مرضك ليس علة لك بل هو نوع من الدواء؛ ذلك لان العمر رأس مال يتلاشى، فان لم يُستثمر فيسضيع كل شيء، وبخاصة اذا انقضى بالراحة والغفلة وهو يحث الخطى الى نهايته، فالمرض يكسب رأس مالك المذكور أرباحاً طائلة، ولا يسمح بمضيه سريعاً، فهو يُبطىء خطوات العمر، ويمسكه، ويطوّله، حتى يؤتي ثماره، ثم يغدو الى شأنه. وقد ذهب طول العمر بالامراض مثلاً، فقيل: (ألا ما أطول زمن النوائب وما اقصر زمن الهناء!).
الدواء الثاني
ايها المريض النافد الصبر! تحمل بالصبر! بل تجمل بالشكر، فان مرضك هذا يمكنه ان يجعل من دقائق عمرك في حكم ساعات من العبادة، ذلك لان العبادة قسمان:
الاولى: العبادة الايجابية المتجسدة في اقامة الصلاة والدعاء وامثالها.

لايوجد صوت