درجته – فينقلب مدحُه الى إعراض الناس عنه، ويتحول تحبيب نفسه اليهم الى استثقالهم له، فيجد عكس ما كان يروم، فضلاً عن أنه يضيع الاخلاص، لما يخلط من رياء وتصنع في اعماله الأخروية، فيكون مغلوباً على أمره امام شهواته وهواه ومشاعره، تلك التي لاتبصر العقبى ولاتفكر في النتائج والمغرمة بالتلذذ الآني. بل قد تبرر له اهواؤه الضالة اموراً يرتكبها لاجل متعة لاتدوم ساعة يفضي به ان يلقى في السجن لسنة كاملة. وقد يقاسي عشر سنوات من الجزاء العادل لاجل تسكين روح الثأر لديه وشهوة الغرور التي لا تستغرق دقيقة واحدة. فيكون مثله كمثل ذلك الطفل الابله الذي لايقدر قيمة جزء المصحف الشريف الذي يتلوه ويدرسه فيبيعه بقطعة حلوى رخيصة، اذ يصرف حسناته التي هي اغلى من الالماس ويبدلها بما يشبه في تفاهتها قطع الزجاج، تلك هي حسياته وهواه وغروره، فيخسر خسارة جسيمة فيما كان ينبغي له ان يربح ربحاً عظيماً.
اللهم احفظنا من شر النفس والشيطان ومن شر الجن والانس.
سؤال:
كيف يكون البقاء في سجن جهنم بقاءاً خالداً جزاءً عادلاً لكفر في زمن قصير؟
الجواب: ان القتل الذي يحصل في دقيقة واحدة يعاقب عليه بسبع ملايين وثمانمائة واربع وثمانين الفاً من الدقائق – على اعتبار السنة ثلاثمائة وخمس وستين يوماً. فان كان هذا قانوناً عدلاً، فالذي يقضي عشرين سنة من عمره في احضان الكفر ويموت عليه يستحق جزاءً بمقتضى هذا القانون العادل للبشر سبجناً يدوم سبعاً وخمسين ترليوناً وواحد مائتي مليار مليون من السنين، باعتبار دقيقة من الكفر تعادل ألف قتل ويمكن ان يُفهم من هذا وجه الانسجام مع عدالة قوله تعالى: ﴿خالدين فيها ابداً﴾(البينة:8).