اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 514
(465-515)

فيشير القرآن الكريم بهذا الرجم الى ان الوحي القرآني النازل على قلب محمد y، وجبرائيل عليه السلام الذي نزل الى مجلسه والحقائق الغيبية المشهودة لنظره، سليمة، صائبة، صحيحة، لاتدخل فيها شبهة قط وفي أية جهة منها قط.
وهكذا يعبر القرآن الكريم عن هذه المسألة باعجازه البليغ.
أما مشاهدة الجنة في أقرب الاماكن وقطف الثمار منها احياناً، مع كونها بعيدة كل البعد عنا وكونها من عالم البقاء، فبدلالة التمثيلين السابقين يُفهم:
ان هذا العالم الفاني، عالم الشهادة، حجاب لعالم الغيب وعالم البقاء. انه يمكن رؤية الجنة في كل جهة مع أن مركزها العظيم في مكان بعيد جداً، وذلك بوساطة مرآة عالم المثال. ويمكن بوساطة الإيمان البالغ درجة حق اليقين ان تكون للجنة دوائر ومستعمرات (لامشاحة في الامثال) في هذا العالم الفاني ويمكن أن تكون هناك مخابرات واتصالات معها بالارواح الرفيعة وبهاتف القلب ويمكن أن ترد منها الثمار.
أما انشغال دائرة كلية بحادثة شخصية جزئية، أي: ما ورد في التفاسير من ان الشياطين يصعدون الى السموات ويسترقون السمع هناك ويأتون باخبار غيبية ملفقة للكهان، فينبغي أن تكون حقيقته هكذا:
انه لا صعود الى عاصمة عالم السموات لتلقي ذلك الخبر الجزئي، بل هو صعود الى بعض المواقع الجزئية في جو الهواء – الذي يشمله معنى السموات – والذي فيه مواضع بمثابة مخافر (لامشاحة في الامثال) للسموات، وتقع علاقات في هذه المواقع الجزئية مع مملكة الارض. فالشياطين يسترقون السمع في تلك المواقع الجزئية لتلقي الاحداث الجزئية، حتى ان قلب الانسان هو احد تلك المقامات حيث يبارز فيه ملك الالهام الشيطان الخاص.

لايوجد صوت