اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 511
(465-515)

الجواب:
اولاً: أن الآية الكريمة: ﴿وَلَقَد زَينا السمَآءَ الدُّنيَا بِمصَابِيحَ وَجَعَلناهَا رُجُوماً لِلشيَاطِينِ﴾ هذه الآية تفيد أن جواسيس الشياطين التي تحاول الصعود الى السموات للتجسس تطرد بنجوم السموات.
فقد بحثت هذه المسألة بحثاً جيداً في الكلمة الخامسة عشرة، واُثبتت اثباتاً يقنع حتى أعتى الماديين، بل يلجؤهم الى السكوت والقبول، وذلك بسبع مقدمات قاطعة هي بمثابة سبع مراتب للصعود الى فهم الآية الكريمة:
ثانياً: نشير الى هذه الحقائق الإسلامية الثلاث التي تُظن انها بعيدة (عن العقل) بتمثيل وذلك لنقربها الى الاذهان القاصرة الضيقة.
هب ان الدائرة العسكرية لحكومة تقع في شرقي البلاد، ودائرتها العدلية في الغرب ودائرة المعارف في الشمال ودائرة الشؤون الدينية (المشيخة) في الجنوب، ودائرة الموظفين الاداريين في الوسط وهكذا.
فعلى الرغم من البعد بين دوائر هذه الحكومة، فان كل دائرة لو استخبرت الاوضاع فيما بينها بالتلفون او التلغراف ارتباطاً تاماً: عندها تكون البلاد كلها كأنها دائرة واحدة عي دائرة العدل، او الدائرة العسكرية او الدينية، او الادارية وهكذا.
مثال آخر: يحدث احياناً أن دولاً متعددة ذات عواصم مختلفة. تشترك معاً في مملكة واحدة، بسلطات متباينة، من حيث مصالحها الاستعمارية فيها، او لوجود امتيازات خاصة بها، او من حيث المعاملات التجارية وغيرها. فكل حكومة عندئذ ترتبط بعلاقة مع تلك الرعية من حيث امتيازاتها، فعلى الرغم من انها رعية واحدة وأمة واحدة، فان معاملات تلك الحكومات المتباينة – التي هي في غاية البعد – تتماس وتتقارب كلٌ منها مع الاخرى في البيت الواحد بل تشترك في كل انسان. حتى تُشاهد مسائلها الجزئية في الدوائر الجزئية وهي نقاط التماس والتقارب، ولاتؤخذ كل مسألة جزئية من الدائرة الكلية. ولكن عندما تبحث تلك المسائل الجزئية، تبحث كأنها

لايوجد صوت